في ذكرى مرور عامين على اندلاع "حرب الجنرالين" في السودان بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، بحث وزراء خارجية ومسؤولون من 20 دولة وعدد من المنظمات الدولية خلال مؤتمر في لندن أمس، الحرب في السودان، من دون حضور طرفي النزاع اللذين لم تجر دعوتهما، ناقشوا خلاله سبل المساعدة على تخفيف الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف بالشعب السوداني، داعين إلى توحيد المبادرات في مبادرة واحدة بقيادة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وركّزت المحادثات على الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء النزاع في السودان وتطبيق خارطة الطريق الأفريقية، وتنفيذ مقرّرات منبر جدة وقرارات الأمم المتحدة، والضغط من أجل تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، والوصول إلى عملية سياسية بقيادة مدنية. وأكد الاتحاد الأفريقي أنه لن يقف مكتوف الأيدي، وسيعمل مع الأطراف الدولية لتنفيذ خارطة الطريق الأفريقية، معتبراً أنه لا حسم عسكرياً وأنه يجب على طرفي النزاع التوجّه إلى المفاوضات.
في السياق، رأى نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي أن "ما يجري في السودان لا يمسّ فقط أبناء شعب السودان، وإنما يمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي"، معتبراً أن "وقف الدعم الخارجي لطرفي الصراع مسألة جوهرية لا بدّ منها لتهيئة بيئة حقيقية لوقف النار، وفتح الطريق أمام حلّ سیاسي شامل".
من جهته، أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن "فرنسا أخذت علماً بخطّة العمل المقدمة من السلطات التي تقودها القوات المسلّحة السودانية لاستعادة الانتقال السياسي، وتؤكد ضرورة المشاركة الفعالة لجميع الفاعلين المدنيين في إطار عملية واحدة".
إلى ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بتقديم أكثر من 592 مليون دولار للتعامل مع الأزمة في السودان، في حين أعلنت بريطانيا تقديم مساعدت إضافية بقيمة 158 مليون دولار في هذا الإطار. وقدّم محامون يمثلون ضحايا سودانيين ملفاً من 141 صفحة يلخص جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها "قوات الدعم السريع" إلى وحدة جرائم الحرب الخاصة بالشرطة البريطانية، مع طلب إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، المختصة بالنظر في الفظائع في دارفور.
أممياً، حذرت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق أفريقيا وجنوبها آنا موتافاتي من أن الاغتصاب يستخدم بشكل ممنهج كسلاح في حرب السودان، موضحة أنه "شهدنا زيادة بنسبة 288 في المئة في الطلب على الدعم المنقذ للحياة لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي". واعتبرت أن "أجساد النساء تحوّلت إلى ساحة حرب"، من دون أن تُحدّد الطرف المسؤول عن ذلك.