شينكر: ما يهم الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفافة

الترسيم إلى الجولة الثانية

02 : 00

الراعي مستقبلا شينكر (أ ف ب)

على وقع الرفض "الليلي" لكلّ من"حزب الله" وحركة "أمل" لتشكيلة الوفد اللبناني حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ومطالبتهما، في بيان صادر في وقت متأخر من مساء امس الاول، بإعادة تشكيله، انطلق قبل ظهر امس قطار المفاوضات مع اسرائيل، مع انعقاد جولة أولى في الناقورة، انتهت الى الاتفاق على موعد جديد في 26 تشرين الاول الجاري، في المكان نفسه.

الجولة الاولى انعقدت وسط تدابير امنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني واليونيفيل، في خيم نُصبت في مقر قيادة قوات "اليونيفيل"، بوساطة اميركية تمثلت بمساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر وبرعاية أممية تمثلت بالمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش.

ورفض الوفد اللبناني التقاط صور تجمعه مع الوفد الاسرائيلي.

واعتُمدت في الاجتماع اللغة الانكليزية فيما تحدث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية الى الانكليزية.

وتألف الوفد اللبناني من 4 أشخاص وهو فريق التفاوض الذي شكله رئيس الجمهورية ميشال عون برئاسة العميد الركن بسام ياسين، وقد وصل الوفد على متن ثلاث مروحيات حطت في الناقورة، كانت انطلقت من بيروت، وتوجه بعدها الى رأس الناقورة.

فيما تألف الوفد الأميركي من 7 أشخاص، وتشكّل وفد الأمم المتحدة من 3 أشخاص، أما الوفد الاسرائيلي فتألف من المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري والمستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رؤوفين عازر، ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش.

وسارعت الولايات المتحدة بلسان وزير خارجيتها مايك بومبيو الى الترحيب "بالمحادثات بين لبنان وإسرائيل بهدف ترسيم الحدود البحرية بينهما ونحن ملتزمون بإنجاحها".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس ان "هناك الكثير من العمل ينتظرنا في محادثات ترسيم الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية".

هذا الترحيب جاء بعد بيان صدر عن حكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش جاء فيه: "إجتمع ممثلون من حكومات كل من إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة في 14 تشرين الأول لبدء مناقشات تهدف إلى التوصل إلى إجماع على حدود بحرية مشتركة بين إسرائيل ولبنان".

وتمت المفاوضات بوساطة وتسهيل من قبل الفريق الأميركي، بقيادة مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر والسفير جون ديروشر، واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش.

وترأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري. وترأس الوفد اللبناني نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين.

وفي خلال هذا الاجتماع الأولي، أجرى الممثلون محادثات مثمرة وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر".

وأعلنت وزارة الطاقة الاسرائيلية في بيان انه "عقد اليوم (امس) الوفد الإسرائيلي للمباحثات حول المياه الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان، الذي يترأسه مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري، اول لقاء مع الوفد اللبناني في قاعدة اليونيفيل في الناقورة".

واضافت: "بحث الجانبان خلال اللقاء الافتتاحي الذي حضره الوسيطان الأميركيان ديفيد شينكر وجون دورشر، الإجراءات المتعلقة بمواصلة المباحثات بينهما كما حددا جدول الأعمال للمباحثات القادمة". وتابعت: "من المرتقب عقد اللقاء القادم بين الجانبين خلال الأسابيع المقبلة".

وفي الوقائع، رحب كوبيتش بالوفود وأكد أهمية بدء المفاوضات في اجواء ايجابية واضعاً امكانات الامم المتحدة لإنجاحها.

وأكد شينكر أهمية بدء المفاوضات ونجاحها، مجدداً موقف بلاده كمسهّل للتفاوض من دون التدخل في التفاصيل، مشدّداً على جهوزية بلاده للمساعدة.

وحصر رئيس الوفد الاسرائيلي كلمته بمهمة الوفد المفاوض بموضوع الترسيم البحري وابدى استعداده للتداول بالموضوع للوصول الى نتائج.

ولم يتوجه الوفد اللبناني بالكلام المباشر الى الوفد الاسرائيلي بل من خلال كوبيتش او شينكر.

وأشار رئيس الوفد اللبناني العميد الركن بسام ياسين إلى أنّ لقاء الناقورة "يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكّل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية".

وتابع أنّه "انطلاقاً من مصلحة وطننا العليا، نتطلّع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تُمكّننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة، كما نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنيّة على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرّية المداولات".

وأضاف: "تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر كذلك الصيغة النهائية للترسيم، يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها".

بعد ذلك، زار العميد ياسين رئيس الجمهورية ميشال عون وأطلعه على وقائع الاجتماع الاول للتفاوض. وتمّ عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع.شينكر في بكركي

أما شينكر الذي يزور عون غداً، فتوجه الى بكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ترافقه السفيرة الاميركية حيث جرى عرض للأوضاع المحليّة والإقليميّة والدوليّة. واعرب شينكر عن اهتمام خاص بطرح البطريرك حول "حياد لبنان الناشط" واستمع من غبطته الى عرض مفصّل حوله. كما تطرّق البحث الى مسألة المحادثات حول ترسيم الحدود والى موضوع الحكومة الجديدة حيث أكد شينكر ان ما يهم الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفافة تقدّم الخدمات الاساسية للشعب اللبناني بغض النظر عن اسم رئيسها. كذلك أكد استمرار الدعم الاميركي للبنان ووقوف بلاده الى جانب الشعب اللبناني في حاجاته الملحّة.


MISS 3