مريم مجدولين لحام

كانوا هنا شهدوا وتذكّروا

17 تشرين الأول 2020

02 : 00

مع حلول الذكرى السنوية الأولى لثورة تشرين العظيمة ماذا يقول صحافيون وصحافيات في الثورة وما يتذكرونه من لحظات عايشوها ونقلوها إلى قرّاء العالم العربي والأجنبي، ومشاهديه.




سمير بول: صرخة صورة


ثورة تشرين جذبت إلى لبنان المصور السوداني الأصل سمير بول، وهو مراسل لوكالة رويترز والأناضول في جنوب السودان. ويشرح لـ"نداء الوطن" كيف دفعته مشاهد الأيام الأولى للثورة إلى قطع تذكرة سياحية إلى بيروت فقط بهدف تصوير "الإنقلاب البنّاء على الفساد". ويتابع "مشيت مسيرات راجلة في ساحة الشهداء مع أناس من مختلف الأعمار يريدون التحرر من الطبقة الحاكمة وحرّكني التضامن بين المناطق المختلفة فكانت بيروت تغني لطرابلس وطرابلس تحيي جل الديب والنبطية تصرخ لجبل لبنان وجبل لبنان يحاكي بعلبك وكل المناطق الخاضعة للأحزاب تنتفض بوجه قياداتها وطوائفها. إلى درجة أن هناك صورة علقتها في غرفتي، ما نظرت إليها إلا وسمعت فيها تلك الصرخات".








دلال سعود: شكل الثورة الأول


وجدت الصحافية المخضرمة دلال سعود في ثورة 17 تشرين تحركاً اجتماعياً عكس صوت الناس فـ»المرأة الحديدية» كما يصفها الزملاء تتخذ من بيروت مقراً اليوم بعد أن عملت لدى يونايتد برس إنترناشيونال (يو بي آي) لمدة 21 عاماً، وقد زارت العديد من الدول العربية لاعداد تقارير مُعمّقة وشهدت انتفاضات مختلفة. أما خلال متابعتها ثورة تشرين اللبنانية بشكل خاص ترى سعود أن «القراء والمشاهدين من حول العالم، حتى من منهم لا يجيد الغوص في التفاصيل اللبنانية الدقيقة، قد شاهدوا في البدء صورة واضحة لوجع قسم كبير من الشعب اللبناني من مخلتف المناطق اللبنانية وسمعوا صوتاً مطلبياً مستاءً من الوضع الإقتصادي اخترق الشاشات والصحف، ولكن بعد مرور وقت معين شاهدوا أيضاً تحطيم واجهات المحلات التجارية والبنوك والمصارف ومؤسسات أخرى واحتجاجات شعبية تخللتها مواجهات دامية أوقعت جرحى من المحتجين وقوات الأمن». وتتابع «لا شك أن ما حصل في الشوارع اللبنانية لقي اهتماماً عالمياً إذ ظهرت أولا صورة تكاتف تحت عنوان تحصيل الحقوق البديهية من ماء وكهرباء وعلم وعمل وضمان صحي أو ما يسمى بالحد الأدنى من العيش الكريم غلب عليها الطابع الحضاري والسلمي ووجع موحّد وأمل كبير في التغيير وتحركات راقية من جهة وصارمة أو عنيدة من جهة أخرى. حيث كان في الجهة المقابلة للأمور منظومة صامدة. والسؤال هنا، هل يمكن للثورة أن تصمد بالشكل السلمي الأول، وهل سيعود الناس إلى الشارع في ظل الإحباط واليأس والجوع؟».








فينبار أندرسون: الصوت الواحد


من جهته يقول الصحافي فينبار أندرسون أنه «مما لا شك فيه أنه كانت هناك بارقة أمل واصرار ايجابي على تغيير ما، شعر بها كل الصحافيين الذين كانوا يعملون على إيصال صوت الشعب الغاضب إذ أنه في بعض الأحيان لم يمنع الطقس الماطر المحتجين من التجمع وسط العاصمة بيروت وإطلاق صرخات خلال مسيرات شبابية تستنكر انعدام الخدمات وضيق الأحوال المعيشية». وأن أكثر ما أثر فيه هو «الأهازيــج التشرينية الثورجية التي كانت تطلق بصوت واحد رافعة المطالب الخدماتية المتعلقة بتوفير متطلبات الحياة الضرورية كالكهرباء أو تحتج على غلاء الأسعار».








نيكولاس خوري: تمرّد وتعاون


في السياق، يقول الإعلامي الأردني نيكولاس خوري، وهو معد ومقدم برنامج السليط الإخباري على قناة AJ+ لـ»نداء الوطن» أن للبنان «جمال مدفون أو مسجون أو مقموع بسبب أصنام طائفية تحتمي بأبناء الطائفة كي تستمر بالفساد والبذخ على حسابهم، أصنام وحُراس شوهوا لبنان وسمعة لبنان وجمال لبنان الدفين واتعبوا الشعب وأرهقوه.» ويتابع «أحببت الثورة في لبنان لأنها انتفاضة جمال في وجه كل ما هو بشع، انتفاضة الحقيقة ضد الكذب، انتفاضة الأصالة أمام كل ما هو مزيف. في ثورة لبنان رأينا لبنان الحقيقي والشعب اللبناني الحقيقي بعيدًا عن كذب الإعلام وتحريض الطوائف وتخاذل الأحزاب ضد القضايا الإنسانية العادلة جمعاء. في ثورة لبنان.. رأينا جمال خالص، واتمنى أن ينتصر هذا الجمال على كل ما هو قبيح.»







شانتي حسنا وحاجز الخوف


شانتي حُسنا، مراسلة أوغندية لإحدى المجلات السياسية الأفريقية «ترو أفريكان» غطت من بيروت ثورة تشرين لصفحة «العالم» تقول: «إنها أول مرة جربت «ما هو مسيل الدموع كان في لبنان، فتفاجأت كيف قمع المتظاهرون والمعتصمون في الشوارع والساحات وكيف تم التعرض في بعض الأحيان للصحافيين والمصورين وهو أمر استغربته على لبنان الذي كان يتغنى بحرية التعبير. ومن جهة أخرى صدمني أيضاً كسر اللبنانيين حاجز الخوف وأيقونات سياسية».







زينة خضر وذاك السبعيني


راقبت الصحافية زينة خضر من تلفزيون الجزيرة الإنكليزي، ثورة تشرين من عيون شخص جال العالم العربي وغطى أحداثاً وثورات مماثلة، وفي وقت رأت في عيون الناس «أملاً» عرفت «يأساً»، وتابعت «ربما أكثر مشهد أذكره هو متظاهر في السبعين من عمره والتجاعيد تظهر على وجهه يحمل العلم اللبناني، شعرت بأمله وتعبه ولكنني قلتها على الهواء منذ اليوم الأول «كل من يعرف التشابكات في النظام اللبناني، وكيف أن هناك العديد من المواطنين اللبنانيين يعتاشون ويعتمدون على هذا النظام سواء عبر وظيفة أو غير ذلك من طرق المعاش، يعرف أن المسار التغييري صعب بخاصة أن «القوى التغييرية الموحدة الجديدة» التي وجدت نقاط جامعة بينها، تلاشت ما إن بدأ الحديث عن الملفات الشائكة التي لم تجمعهم».








سمر القاضي: الثورة امرأة


أكثر ما لفت الصحافية سمر القاضي من صحيفة «عرب ويكلي» هو كيف «تقدمت المرأة اللبنانية صدارة الثورة وكيف شكلت القوة الدافعة لمعظم التحركات من الأمهات إلى الصبايا إلى الإعلاميات والطبيبات فشكلن جزءاً جوهرياً لثورة تشرين وأحياناً كانت درعاً وحاجزاً نسائياً حامياً للثوار وفي الصفوف الأولى من التظاهرات ساهمت حينها بتراجع العنف. فأول أيقونة للثورة كانت امرأة تركل شخصاً مسلحاً مثلاً تحولت إلى رسمة متداولة مع كلمة «عليهم». وقد طالبت النساء بحقوقهن من إعطاء اولادهن حق الجنسية إلى الحق في التمثيل السياسي وغيره»



















MISS 3