مناورات عسكريّة روسية قرب باكو

أثينا: تركيا "مشكلة مشتركة" لليونان وأرمينيا

02 : 00

باشينيان خلال لقائه مع دندياس في يريفان أمس (أ ف ب)

مع استمرار الهجوم العسكري الأذربيجاني بدعم مباشر من أنقرة ضدّ جمهوريّة ناغورني قره باغ المستقلّة، ندّد وزير الخارجيّة اليوناني نيكوس دندياس خلال زيارته إلى يريفان أمس بـ"التدخّل التركي" في قره باغ. وقال دندياس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني زهراب مناتساكانيان، إنّ "تدخّل تركيا في نزاع ناغورني قره باغ يُثير قلقنا"، معتبراً أن لأرمينيا واليونان "مشكلة مشتركة هي تركيا"، متّهماً أنقرة بـ"تجاهل دعوات الاتحاد الأوروبي إلى احترام القانون الدولي".

وفيما تتراجع الآمال في تحقيق وقف لإطلاق النار، ومع صبّ أنقرة الزيت على نار الحرب المشتعلة، أعلن الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان أن تركيا هي العقبة الرئيسيّة أمام تسوية سلميّة في قره باغ.وقال سركيسيان خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إن نيوز" الأميركيّة: "إذا لم يتمّ إخراج تركيا من السياق العام، فسيكون من الصعب للغاية التوصّل إلى تسوية سلميّة والعودة إلى طاولة المفاوضات في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا"، محذّراً من "سوريا أخرى".

توازياً، أعلنت روسيا أن سلاح البحريّة التابع لها بدأ تدريبات عسكريّة في بحر قزوين شمال باكو، مصرّةً على عدم وجود أي تهديد للدول المجاورة، في وقت تخوض فيه أرمينيا وأذربيجان معارك ضارية في قره باغ. وتجرى المناورات العسكريّة شمال شبه جزيرة أبشرون الأذربيجانيّة، حيث تقع باكو، وستشمل إطلاق صواريخ ونيران مدفعيّة، بحسب بيان لوزارة الدفاع. وتُشارك في المناورات 6 سفن و7 طائرات وأكثر من 400 جندي.

وأرمينيا، بخلاف أذربيجان، عضو في "منظّمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهو تحالف عسكري تقوده موسكو. وأعربت يريفان عن أملها في الحصول على دعم من روسيا. وتُشارك قوّات "منظّمة معاهدة الأمن الجماعي" في تدريبات عسكريّة مشتركة هذا الأسبوع أيضاً في منطقة فيتيبسك في شرق بيلاروسيا، وأُطلق عليها "أخوّة لا يُمكن تدميرها".

تزامناً، دعا نحو 20 نائباً فرنسيّاً، باريس، إلى الإعتراف بسرعة بجمهوريّة ناغورني قره باغ. وفي قرار قدّموه في الجمعيّة الوطنيّة، دعا النوّاب فرنسوا بوبوني (كتلة الحرّيات والأراضي) وغي تيسييه (الجمهوريّون)، الحكومة الفرنسيّة، إلى "القيام بسرعة بالإعتراف بجمهوريّة أرتساخ وإقامة علاقات ديبلوماسيّة مع سلطاتها، بهدف التوصّل إلى حلّ نهائي للنزاع".

ويؤكد النصّ "الضرورة المطلقة لحصول قره باغ العليا على سيادتها الكاملة خارج أي إدارة أذربيجانيّة، تحت طائلة القضاء على السكّان الأرمن، داخل حدود نهائيّة تُحدّد في مفاوضات تعدديّة بمشاركة سلطات أرتساخ". كما يطلب النصّ "التوصّل إلى تسوية نهائيّة للنزاع يضمن الأمن الدائم للسكّان المدنيين".

وفي الغضون، نعت أرمينيا كبير المدّعين في جمهوريّة قره باغ كارين غريغوريان، وأعلن مستشار النائب العام في أرمينيا غور أبراميان وفاة غريغوريان، قائلاً: "المجد لكلّ من سقط خلال أداء واجبه"، فيما لم يسلم أي شيء من القصف في قره باغ، فمشهد الدمار يسود في هذه الجمهوريّة، حتّى أن المستشفى العسكري في مارتاكرت كان هدفاً لقصف عنيف.

وأصدرت إيران تحذيراً لأرمينيا وأذربيجان المجاورتَيْن بعدما أدّى سقوط قذائف عدّة إلى إصابة شخص بجروح في الجانب الإيراني من الحدود. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة سعيد خطيب زاده: "في حال تكرار سقوط القذائف، فإنّ الجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة لن تكون غیر مبالیة تجاه هذا الأمر". ولم يوضح المتحدّث الجهة التي تُحمّلها طهران مسؤوليّة سقوط القذائف. وسقطت 10 قذائف في قرى في مقاطعة خداآفرين الحدوديّة الإيرانيّة، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح وتدمير مبنى، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا).

وفي أوّل أسبوع من المعارك، سقطت قذائف هاون بشكل متكرّر عبر الحدود، أصابت إحداها طفلاً يبلغ من العمر 6 سنوات. ودفع ذلك خطيب زاده إلى التحذير من "عدم قبول وتحمّل أي اعتداء على أرضنا من قبل أي من الأطراف المتنازعة".


MISS 3