جوانا صابر

المرأة اللبنانية: جمال لا تغلبه الأزمات... والعناية بالذات تمتد للرجل

تُعرف المرأة اللبنانية بتمسكها بجمالها وأناقتها مهما اشتدت الظروف، لتشكل العناية بالذات ملاذاً ومتنفساً في خضم التحديات التي يواجهها لبنان. ففي ظل أزمات متلاحقة وحروب طاحنة، لم تتخلّ اللبنانية عن اهتمامها بمظهرها، بل بات هذا الاهتمام يعكس جزءاً من صمودها وإصرارها على الحياة الطبيعية قدر الإمكان. ولم يعد هذا الاهتمام مقتصراً على النساء فحسب، بل امتد ليشمل الرجال والشباب أيضاً كشكل من أشكال التأقلم مع الضغوط الحياتية.


وفي حديث لـ "نداء الوطن"، سلّطت خبيرة التجميل كارين سابا الضوء على هذه الظاهرة، مؤكدةً أن اهتمام المرأة اللبنانية بجمالها وأناقتها مستمر رغم كل الظروف. وقالت: "نلاحظ أن اللبنانية متألقة وجميلة، وهي دائمة الاهتمام بجمالها وأناقتها، رغم كافة التحديات. حتى خلال فترات الحرب، لم يتوقف هذا الاهتمام إطلاقاً". وأضافت: "لم نشهد أي تراجع في الإقبال على مراكز التجميل، بل على العكس، الموسم الحالي قوي للغاية، تزامناً مع كثرة الأعراس والمناسبات والأعياد".


وتطرقت سابا إلى تنوع الخدمات والأسعار مشيرةً إلى أنها  تختلف بطبيعة الحال بين المراكز المختلفة وحسب نوع الخدمة وتعقيدها والمنطقة الجغرافية ونمط الزبائن وقدرتهم الشرائية. وقدمت أمثلة على ذلك قائلةً: "أسعار المكياج الاحترافي قد تبدأ من 50 دولاراً لتصل إلى 100 أو 150 دولاراً لبعض الأشخاص. وبالنسبة لجلسات العناية بالبشرة المتخصصة (مثل التنظيف العميق)، تبدأ من 100 دولار وتصل إلى 300 دولار".


وأشارت أيضاً إلى تفاوت أسعار خدمات العناية بالأظافر (المانيكير والباديكير) حسب المنطقة ونوعية الخدمة المقدمة، مبينةً أنها قد تبدأ من حوالى 10 دولارات وتصل إلى 40 دولاراً وما فوق.


وأكدت، على الرغم من هذه التباينات، أن العمل في قطاع التجميل لم يتوقف أبداً، وأن لبنان ما زال متفوقاً ومتألقاً جداً في مجال الجمال والعناية بالذات. ولفتت إلى ظاهرة جديدة ومهمة وهي أن الاهتمام بالجمال لم يعد يقتصر على المرأة فقط، بل أصبح يشمل الشباب والرجال أيضاً. وقالت: "الحمد لله، اللبنانيون بخير في هذا المجال. لم يتوقف شيء. حتى الشباب أصبحوا يهتمون ببشرتهم ويقومون بجلسات العناية بالوجه".


وختمت حديثها مشيرةً إلى أن هذا الاهتمام المتزايد من قبل الجنسين بالعناية بالذات يُعد تطوراً إيجابياً للمواطن اللبناني، لا سيما وأن هذه الممارسات قد تشكل متنفساً للهروب من حالة التوتر والضغط النفسي الناتجة عن الأوضاع المتقلبة واللامستقرة في البلاد. وقالت: "إنه أمر رائع أن يهتم الناس بأنفسهم ليتمكنوا من الخروج من حالة التوتر التي يعيشونها بسبب وضع البلد المتأزم ومشاكله وغياب الاستقرار. الحمد لله، اللبنانيون بخير".