على الفور اعتادت على لقب "مختارة" الذي رافقها منذ اللحظة التي تقدّمت فيها بأوراق ترشحها. هي ليست الوحيدة في لبنان ولكنّها باتت، منذ ليل الأحد الماضي، الأولى على مستوى تنورين.
إنّها ريتا جرجس طانيوس، مختارة بلدة وطى حوب، تلك القرية الصغيرة في تنورين، التي لا يتخطّى عدد ناخبيها الـ 1124، وخُصّص لها مقعدان اختياريان.
تقول ريتا لـ "نداء الوطن" إنّ فوزها يحمّلها مسؤولية كبيرة لأنّها ستكون على تواصل مباشر مع أهالي بلدتها لتلبية احتياجاتهم ومطالبهم، من دون أي تفرقة في ما بينهم.
كغيرها من النساء اللواتي خضن غمار عالم "المخترة"، كسرت ريتا صورة المختار النمطية والتقليدية المرسومة في أذهاننا، ليس لأنها امرأة فحسب، بل أيضاً كونها في الثلاثين من عمرها، فلماذا وقع اختيارها على هذه المهمّة ولم تفكّر في خوض السباق البلدي مثلاً؟ تجيب ريتا أنّ العمل البلدي لا يستهويها، بينما "السباق الاختياري" شكّل تحدّياً بالنسبة لها، لأنّه لم يسبق لأي من بنات تنورين الترشّح لهذا المنصب، فقرّرت الدخول في هذه المغامرة في قرية زوجها وطى حوب.
تعارض ريتا فكرة حصر "المخترة" بالرجال، وتشجّع الفتيات والنساء على الإقدام على هذه الخطوة نظراً لأهمية العمل في الشأن العام، متمنّية أن يشجّع فوزها فتيات وسيّدات تنورين للترشّح في الدورة المقبلة، كي يكون عددهنّ أكبر في النزال "البلدي والاختياري" ولمَ لا "النيابي"؟.
المعركة لم تكن سهلة
الفوز لم يكن مضموناً، حيث خاضت معركة شرسة تنافس فيها مرشّحان آخران، هي المرأة الوحيدة بينهما، واستطاعت الحصول على ثقة 297 ناخباً من أصل نحو 547 أدلوا بأصواتهم، وبفارق 65 صوتاً عن المرشح الخاسر، في حين فاز المرشح جورج شيبان بأصوات 524 ناخباً.
تشرح أنّها عندما قرّرت الترشح على لائحة مخاتير وطى حوب، اعتقد المحيطون بها، من أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء، أنّها مجرّد مزحة وليست جدّية في قرارها، ولكن حين تأكدوا من مثابرتها على خوض المعركة، حصلت منهم على كلّ أشكال الدعم والمساندة، خصوصاً من زوجها، الذي بات يلقّب أيضاً بـ "زوج المختارة"، وهذا الأمر لا يزعجه بتاتاً، بل يشعره بالفخر.
وتؤكد ريتا أنّها ما كانت لتحقّق هدفها، لولا دعم عائلتها أوّلاً وأهالي بلدتها ثانياً، من دون أن تنسى تشجيع ابنة عمتها مريم حرب، الزميلة في MTV التي نجحت أيضاً بعضوية المجلس البلدي في لائحة "تنورين قبل الكل"، ما جعل أهالي البلدة يتوجّهون إلى عائلتيهما بالقول "مين قدكن صار عندكن مختارة وعضو بلدية بتنورين؟".
ريتا التي تخصّصت في "الموارد المائية وعلوم البيئة الجيولوجية"، لا تعمل حالياً لذا ستتفرّغ للـ "المخترة" ولخدمة أهالي بلدتها. وعبر "نداء الوطن" تشكر جميع الذين منحوها أصواتهم على أمل أن تكون أهلاً لثقتهم، واعدةً بأنّها فور بدء مهامها رسمياً بعد نحو شهر من الآن، ستكون على مسافة واحدة من الجميع، حتّى من لم يمنحها صوته، لأنّ المعركة انتهت ليل الأحد الماضي، والعمل بدأ لصالح البلدة، متمنّيةً أن تصبح تنورين قريباً على الخارطة السياحية والثقافية.
في تنورين أيضاً... أصغر عضو بلدي في حين تعتبر ريتا أصغر مختارة في تنورين، بات أندرو روحانا حرب، الذي حلّ ثالثاً في ترتيب الفائزين في بلدية تنورين، على لائحة "تنورين قبل الكل" أصغر عضو بلدي، والمفارقة أنّه عندما ترشّح، تبيّن أنّه من مواليد 09-09-1999، ما اعتبر رقم حظّ بالنسبة له... وهكذا كان. |