شربل داغر

الكتاب بالعربية مغلق

26 تشرين الأول 2020

01 : 40

لا معارض للكتاب العربي. دُور النشر تتوقف أو تتباطأ عن نشرها، ما دام انها كانت تعول على المعارض بصورة أساسية. معدلات نشر الكتاب الواحد تناقصت - منذ ما قبل كورونا - إلى خمسمئة نسخة...

في الإمكان إضافة وقائع وتجليات أخرى لهذا التدهور المتفاقم في منحنى نزولي أكيد. إلا أن سؤالي، اليوم، يتعدى حال الكتاب، ليطاول حال القارئ، ولا سيما في قادم السنوات.

ما ستكون عليه هيئة هذا القارئ، وليد اليوم، في السنوات العشرين القادمة؟ بأي قابليات سيُقدم على العربية؟ وهل سيُقبل عليها؟

أسئلة ضرورية، منذ اليوم، منذ أعمال العنف المتفاقمة في كثير من المدن العربية. بل يمكن السؤال: أهناك مدارس، وجامعات، وأحوال تعلم وثقافة طبيعية في اكثر من بلد عربي؟

مثل هذه الأسئلة وغيرها ضرورية، إذ يتحقق المعلم، في المدرسة كما في الجامعة، من كون العربية باتت "ثقيلة الدم"، وغير جذابة لطلابها. كما يتأكد، في سوق العمل والتطور التكنولوجي، عدم الحاجة إلى العربية. بل يتحقق مما هو أدهى، وهو أن الطالب يكتب أقل وأقل بالعربية، بحروفها، معولاً - عند الضرورة - على الحروف اللاتينية في مراسلاته الهاتفية. ومن لا يكتب بحروف العربية، كيف له أن يقرأ في كتبها؟

قد يعترض قائل ويقول: القرآن يحمي العربية من تدهورها المتمادي. لعله يحمي في عدد من العبادات والشعائر، لكنه لن يحمي - مؤكداً - الكتاب العربي، ولا الثقافة العربية.

أكثر فأكثر يبدو الكاتب العربي عضواً في حلقات ضيقة، ومعزولاً في صورة متزايدة في حياة المجتمعات. ولعل اللغة التي يَكتب بها الكُتاب - وهي لغة مجددة في أحوال كثيرة - لن تجد قارئها المناسب لها.

من المؤكد أن قارئ الغد بالعربية يغلق معارض الكتاب، ونشر الكتب، منذ اليوم.