محمد الدهشة

العدوان الإسرائيلي ينغّص على الصيداويين فرحهم بعيد الأضحى المبارك

المفتي سوسان: لبنان يحتاج إلى دولة القانون والعدالة

في أجواء يلفّها الحزن وتثقلها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، أحيت مدينة صيدا عيد الأضحى المبارك هذا العام وسط غصّة واضحة، بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا سيما الغارات الأخيرة التي طالت الضاحية الجنوبية، بالتوازي مع استمرار المجازر في قطاع غزة.


وفي ظل هذه التطورات، وعلى وقع التكبيرات التي صدحت من مختلف المساجد، بهتت مظاهر العيد في المدينة، وألغت معظم القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية مراسم تقبّل التهاني، احترامًا لدماء الشهداء وللظروف الأمنية والسياسية الدقيقة.


وأمّ مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، بحضور النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، منسق تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، السفير عبد المولى الصلح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، وعدد من المشايخ والمخاتير وفاعليات صيداوية.


وفي خطبة العيد، أشاد المفتي سوسان بالدور الذي يقوم به الحكم والحكومة باتجاه الدول الصديقة والدول العربية الشقيقة، الساعية لدعم لبنان في أزماته، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك في سبيل تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق المصالح المشتركة، لا سيّما في ملفات الإصلاح الاقتصادي والمالي، وبناء إدارة حديثة وشفافة تليق بدولة القانون والمؤسسات.


ودعا إلى "الالتزام بالدستور واتفاق الطائف لا الطوائف"، مشدّدًا على ضرورة بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وضبط الحدود وترسيمها مع الشقيقة سوريا، وإنهاء عمليات التهريب، وتنقية العلاقات بين البلدين من شوائب الماضي.


وأكد المفتي سوسان أن "الشعب اللبناني بكل أطيافه يرفض الانتهاكات الصهيونية المتواصلة، من اغتيالات وغارات جوية وهدم للمنازل والقرى، في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية، بما يخالف القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701 الذي ينتهكه العدو صباح مساء".


ولم تغب فلسطين عن رسالة العيد، فجدّد المفتي سوسان التزام صيدا بهويتها العربية وبدعمها للقضية الفلسطينية والقدس ومقدّساتها، قائلاً: "صيدا مدينة النبل والكرامة ستبقى وفية لفلسطين ولأهلها وللكنيسة والمسجد، ورافضة للمشاريع الطائفية والمذهبية، ومحصّنة بوعي أبنائها وإرادتهم في حماية السلم الأهلي والعيش المشترك".


وبعد خطبة العيد، توجّه المفتي سوسان والنائب البزري وحمود وحشيشو والمشاركون إلى ساحة الشهداء، حيث قرأوا سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، وبعد ذلك تقبّلوا المهنئين في قاعة الشهيد رفيق الحريري في مبنى دار الإفتاء.