ريتا ابراهيم فريد

المايسترو إيلي العليا: فليتركونا نتابع عملنا أو فليقفلوا البلد بكامله

31 تشرين الأول 2020

02 : 00

يعاني الموسيقيون في لبنان اليوم أزمات عدة، حيث أنّ القطاع الفني هو من أكثر القطاعات التي تأثّرت بالأزمة الإقتصادية التي تلاها انتشار فيروس كورونا، لا سيّما أنّ البعض يعتبره نوعاً من الكماليات. وفي هذا الإطار، أطلق المؤلف والموزّع الموسيقي المايسترو إيلي العليا منذ فترة صرخة من خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال بوضوح إنّ القطاع الموسيقي والفني "عم يتدمّر". "نداء الوطن" تواصلت مع المايسترو الذي شرح بالتفصيل المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع اليوم، مشيراً الى خطوات تصعيدية محتملة لرفع الصوت.

كيف تصف وضع القطاع الفنـــــــــــــي والموسيقي اليوم، وما الذي يحصل بالتحديد؟

هذا القطاع كغيره من القطاعات يتعرّض للتدمير لأسباب متعدّدة. فهناك مشكلة انتشار فيروس كورونا، والمشكلة الإقتصاديّة التي نعاني منها منذ فترة في لبنان، علماً أننا في ظلّ وجود الأزمة الإقتصاديّة كنّا نحاول أن نحافظ على القطاع، لكن عندما بدأت جائحة كورونا، تأزّم الوضع أكثر. وأعتقد أنّ إدارة أزمة كورونا كان يجب أن تكون أفضل من ذلك. نحن كموسيقيين كنّا من الأشخاص الذين التزموا بقرار الحجر وقرارات الإقفال. لكن من غير المقبول أن ألتزم أنا بالحجر لمدّة ستة أو سبعة أشهر وأتوقّف عن العمل، وفي المقابل يسرح البعض ويمرح لأنّ الدولة لا تستطيع أن تمون عليهم.

وفي هذه الحالة نصبح أمام خيارين: إما أن نتابع عملنا بالقوة، إما أن نقفل البلد بكامله. وإذا كان إقفال البلد سيعطي نتيجة إيجابية فليكن، على أن يطبّق ذلك على الجميع.

ما أحاول أن أقوله أن هناك علامة استفهام حول طريقة إدارة أزمة كورونا من دون أن ننكر الجهد الكبير الذين يبذله المعنيّون. لكنّي أسأل: لماذا تمّ إقفال النوادي الليليّة بحجّة أنّها أماكن مكتظّة، ولم يتمّ إقفال السوبرماركت أو مصلحة السير وكلّ مكان يمكن ان يجتمع فيه الناس مثلاً؟ أليست الأخيرة أماكن مكتظّة أيضاً؟ وإذا كانت الحجّة أنّ في السوبرماركات يُطلب من الناس ارتداء الكمامات، فنحن قلنا لهم إننا نستطيع أن نفتح النوادي الليلية ضمن الإجراءات الوقائية المطلوبة أيضاً. فالقطاع الموسيقي في البلد يشمل كلّ المغنّين والموسيقيّين وفريق عمل المطاعم من خدمة الطاولات الى خدمة البارات الى مهندسي صوت ومهندسي إضاءة. وهؤلاء يبلغ عددهم حوالى 400 ألف شخص، وهو رقم كبير.

وأقول للذين يعتبرون أنّ هذا القطاع هو من الكماليات: إذا كان الصيدلي يبيع الدواء، واللحّام يبيع اللحمة، فنحن نبيع الموسيقى (بكرا بيطلعلي واحد فاضي يعلّق على كلمة نبيع الموسيقى).


لكنّ المطاعم والملاهي عادت اليوم الى عملها. أين المشكلة إذاً؟


المشكلة أنه يتمّ الحديث بشكل مستمرّ عن إعادة الإقفال من جديد. وطبيعة عملنا لا يمكن أن تكون على قاعدة "يوم إيه ويوم لا". فمتعهّدو الحفلات لا يقرّرون إقامة حفلاتهم أو إلغاءها قبل يوم، وهناك بعض الأعمال الفنية تُبرمج تحت إطار الإستمرارية في مكان واحد لمدة ستة أشهر مثلاً. وهذا يندرج ضمن الاستراتيجية والمواكبة الإعلامية والإعلانية للعمل. 





هل تواصل معك أحد الموسيقيين بعد الفيديو الذي نشرته بهــــــــدف القيام بتحرّك ما لرفع الصوت أكثر؟

تواصل معي عدد من الموسيقيين والفنانين ومجموعة من أصحاب النوادي الليلية. وعقدنا إجتماعات عدة، حيث اتخذنا قراراً بالتحرّك. وبعد أن اتّخذ القرار بالسماح لنا بفتح أبوابنا حتى الساعة الواحدة ليلاً، أوقفنا التحرّك.


ماذا عن الخطوات التي قد تلجـــــأون إليها لاحقاً؟


في حال اتّخذ القرار بإعادة الإقفال هناك خطوات عدة سنقوم بها. ولدينا أكثر من خطة مبرمجة كالكثير من القطاعات المتضرّرة. من جهة أخرى أنا أشدّد على العاملين في قطاعنا ضرورة الإلتزام بالإجراءات المطلوبة، فهذا الأمر من شأنه أن يساعدنا كي ندفع الدولة للوقوف الى جانبنا، وأن تترك لنا بالتالي هامشاً معيناً للإستمرار في عملنا.

هل من الممكن أن تقيموا اعتصاماً؟

لا شيء يمنع من أن ننزل الى الساحات للإعتصام. فنحن سوف نتّخذ القرار المناسب بناءً على طريقة إدارة الأزمة من الآن وصاعداً. نتمنى ألّا نكون بحاجة للقيام بأية خطة تصعيدية.

نحن منفتحون على الحوار مع المعنيّين، ومستعدّون كي نأخذ ملاحظاتهم بالاعتبار، لكن ضمن العدل.


أين نقابة محترفي الموسيقى والغناء من كلّ الذي يحدث؟


النقيب فريد بو سعيد هو صديق عزيز، لكنّنا لم نحاول أن نتواصل مع النقابة في هذا الموضوع تحديداً. فأنا تحدّثت عن الموضوع بصفتي الشخصية وليس على صعيد رسمي. لكن إذا تفاقمت الأمور لن تستمرّ النقابات بالسكوت، وإلا ما هو محلها من الإعراب إذا بقيت على سكوتها في ظلّ مشاكل من هذا النوع؟ أعتقد أنّ النقابات ستتحرّك إذا تطوّرت الأمور نحو الأسوأ، علماً أنني لمستُ وعياً لدى المعنيين بالنسـبة الى مشكلتنا.


أطلقت منذ فترة كليــب لـ"مقطوعة أمل" من تأليفك ومن إخراج ابنتك فانيسا. كيف كان التعاون معها وهل من الممكن أن تشكّلا "ديو" دائماً؟


أتعامل مع ابنتي فانيسا بمهنية مطلقة. وطالما أنّها تقدّم لي أفكاراً تقنعني كأيّ فنان آخر، سأستمرّ بالتعامل معها. وهي أقنعتني بفكرة "أمل"، حيث طلبتُ منها فوراً أن نباشر بالتصوير.


هل تحضّر عملاً موسيقياً لبيروت عن انفجار الرابع من آب؟


قمت بتحضير عمل منذ فترة، لكن بعدها شعرتُ أنّ الوقت المناسب قد مرّ، وأنّ ما يجب أن يقال لبيروت قد قيل. إن شاء الله "تنذكر وما تنعاد"، وعلينا أن نفكّر بالمستقبل الآن.


ما رأيك بإقامة الحفلات الافتراضية (الأونلاين) التي فرضها انتشار فيروس كورونا؟

الحفلات الإفتراضية لها أسبابها ولها حدودها. فهي تصل الى كلّ الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعي. لكن فعلياً، أشعر أنّ هناك أمراً ناقصاً بين الحفلات المباشرة وبين الحفلات الافتراضية. أنا لا أمانع في إقامة هذه الحفلات لكي يبقى الفنان على تواصل مع جمهوره. وكنتُ من الذين قاموا بهذا النوع من الحفلات في بدايات كورونا، أي بعد مرور شهر على الجائحة. لكن لا نستطيع أن نستمرّ بهذا الأمر، ولا يجب أساساً أن نستمرّ على هذا النحو. بل يجب أن نعود الى مواجهة الناس، فالمباشر له طعم وإحساس مختلفان من خلال تفاعل الجمهور مباشرة مع الفنان. وإن شاء الله سيعود الفنان ليواجه جمهوره مباشرة.


MISS 3