مرةً جديدة، تُثبت القوات اللبنانية أنّها القوّة الشعبيّة والسياسيّة الأكثر تنظيمًا وجاهزيّة على الساحة الوطنية. ومرةً جديدة، تُظهِر الانتخابات البلدية، على امتداد المناطق، حجم الثقة التي يوليها اللبنانيون لهذه الحركة السياسية التي لم تخرج يومًا من قلب الناس، والتي شكّلت في كل مرحلة، ملاذًا للسيادة، وضمانةً للثبات في زمن التقلّبات.
فالنتائج التي حقّقتها القوات اللبنانية في انتخابات البلديات، على امتداد مساحة لبنان، لم تكن مجرّد انتصارات رقمية أو محاصصات محليّة، بل هي تعبيرٌ دقيق عن إرادة الناس، وتجديدٌ لتفويضٍ شعبيّ أُعطي للقوات لتكون في الصدارة، تقود مشروع الدولة، وتدافع عن الحريّات، وتصون المؤسسات، وتكرّس الإنماء المتوازن، وتحفظ لبنان من مشاريع الدويلات والتبعية.
إن ما حصل ليس تفصيلاً انتخابيًا محليًّا، بل مشهدٌ وطنيّ شامل يؤكّد أن القوات اللبنانية باتت الرقم الصعب في كل استحقاق، وأنّ تحضيراتها لا تبدأ على أبواب الصناديق، بل تُبنى على رؤية واضحة، وخطط دقيقة، وعمل متواصل في الليل والنهار، ومتابعة لشؤون الناس من عمق الواقع لا من أبراج الوهم.
القوات اللبنانية لم تأتِ إلى البلديات لتضع اسمها، بل لتحمل همّ الإنماء وتُترجمه أفعالاً. هي لا تُناور على أوجاع الناس، بل تتقدّم الصفوف لمعالجتها، ولا تضعف أمام الترهيب السياسي ولا أمام أدوات التعطيل، بل تفرض نفسها بحضورها، وبصلابة تنظيمها، وبحكمة قادتها وصدقيّة خطابها.
وإذا كانت الانتخابات البلدية هذا العام قد كشفت موقع القوات اللبنانية المتقدّم، فإن الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2026 ستكون المحطة المفصلية لتظهير هذا الحجم في صناديق الاقتراع النيابية، وتكريس القوات، مرةً جديدة، الكتلة السيادية والإصلاحية الأولى، التي تُمثّل نبض الناس الحقيقي، لا المصالح العابرة، والتي تُجيد خوض المعارك الكبرى، لا فقط الحسابات الصغيرة.
إن القوات اللبنانية ليست حزبًا موسميًّا يعيش على ردود الأفعال، بل هي حركة وطنيّة متجذّرة في وجدان الناس ووعي المجتمع، تمتلك مشروعًا، وتعرف كيف تحوّله إلى برنامج، وتُجيد العمل على الأرض كما تُجيد المواجهة في البرلمان. هي وحدها مَن يُدير المعارك بعقل استراتيجي، ويتهيّأ لكل استحقاق قبل أوانه، ويُدرك أن شرعيّته لا تُستمدّ من التوافقات الفوقية، بل من نبض الناس وإرادتهم.
في ميزان البلدية والسياسة، القوات اللبنانية اليوم تُشكّل قوة الثقة... والثقة تُثمر غدًا سيادةً لا مناصب، كرامةً لا مواقع، ووطناً لا مزرعة، ودولةً لا دويلة... والسلام.
رئيس دائرة الإعلام الداخلي وعضو المجلس المركزي في حزب "القوات اللبنانية"