روي أبو زيد

أطفالك بأمان للعودة إلى المدرسة مع تفشّي كوفيد - 19؟

6 تشرين الثاني 2020

02 : 00

هل يُعدّ الأطفال من أبرز ناقلي العدوى بفيروس كورونا المستجد؟ لا يزال العلم غير قادر على إعطاء إجابة قاطعة على هذا السؤال المطروح للنقاش نظراً لأهميته في قرار إغلاق المدارس أو تركها مفتوحة.

ومع بداية ظهور الوباء، كان يُخشى أن يكون الأطفال من الناقلين الرئيسيين للعدوى مقارنةً بالأمراض الفيروسية الأخرى مثل الأنفلونزا. ثم اتجه الأمر الى التفكير المعاكس بعد أن أشارت دراسات إلى أنهم ليسوا شديدي العدوى.

وتشير اختصاصية علم الأوبئة دومينيك كوستاليولا على "تويتر" الى أننا"إذا نظرنا إلى البيانات الواردة في الأوراق البحثية، فسنجد أن الأمر ليس واضحاً".

وقدّرت عالمة الأوبئة زوي هايد في مقال نُشر في نهاية شهر تشرين الأول في المجلة الطبية الأسترالية أن العديد من الدراسات التي تفيد بأن الأطفال ينقلون العدوى بشكل طفيف إلى أهلهم "أجريت خلال فترات العزل" وبالتالي في فترة يكون فيها انتقال الفيروس ضعيفاً، وهذا من شأنه التأثير على نتائجها.

ودحض العديد من الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أو الهند أو كوريا الجنوبية فكرة أن الأطفال قلما ينقلون العدوى، وآخرها ما نشرته في 30 تشرين الأول المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها. وشملت الدراسة 300 شخص وخلصت إلى أن انتقال سارس-كوف-2 داخل الأسرة "كان متكرراً، سواء عن طريق الأطفال أو البالغين".

ومع ذلك، رسمت دراسة بريطانية واسعة النطاق نشرت نتائجها الثلثاء صورة مختلفة تماماً.





فاستناداً إلى بيانات من 9 ملايين بالغ، يقدّر باحثو كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة أكسفورد أن "العيش مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و11 عاماً لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفيروس سارس - كوف - 2". ويزداد هذا الخطر قليلاً عند العيش مع طفل يتراوح عمره بين 12 و18 عاماً.

لذلك من الصعب الحصول على إجابة وسط هذا الكم من الملاحظات المتناقضة.

وتلخص أخصائية منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف في مقطع فيديو مخصص لهذا السؤال على موقع المنظمة أن الأطفال "يمكنهم نقل كوفيد-19 للآخرين. ومع ذلك، يبدو أن انتقاله عبرهم هو في كثير من الأحيان أقل من انتقاله بين البالغين".

وتشدد أخصائية علم الأوبئة على ضرورة التمييز بين "الأطفال الصغار واليافعين الذين يبدو أنهم ينقلون العدوى بالنسب نفسها كما لدى البالغين".

ويلفت المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها في تقرير نُشر في آب الفائت إلى أنه "عندما تظهر عليهم الأعراض، يفرز الأطفال كمية الفيروس نفسها التي يفرزها البالغون ويكونون معديين مثلهم. لا نعرف إلى أي مدى يمكن للأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض إصابة الآخرين".

ويعد غياب الأعراض أمراً شائعاً لدى الأطفال المصابين بكوفيد-19 والشيء المؤكد الوحيد لدينا هو أنهم يصابون بأعراض أقل حدة بكثير من البالغين.

وشكّلت مسألة عدوى الأطفال موضوع نقاش ساخناً لأنها حاسمة بالنسبة لفتح أو إغلاق المدارس، وهو تدبير له تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

وبعد التأثر بموجة ثانية من الوباء هذا الخريف، اضطر العديد من الدول الأوروبية إلى إعادة فرض تدابير العزل، لكنها تركت المدارس مفتوحة. وينطبق هذا على فرنسا أو النمسا أو إيرلندا.

يؤكد دانيال ليفي برول من هيئة الصحة العامة الفرنسية أن "الخطر المرتبط بالمدارس ليس معدوماً، ولا يمكن لأحد أن يقول ذلك، لكن نسبة انتقال العدوى داخل المدارس مقارنة بانتقال العدوى في بقية المجتمع متدنية". ويحذر هذا الخبير من تأثير العدسة المكبرة، ويقول إن "عدد المدارس المفتوحة في جميع أنحاء العالم كبير جداً. وفي معظمها، لا يحدث ما يجدر ذكره" من انتقال العدوى.

يتابع من ناحية أخرى، أنه يكثر الحديث عن "بضع مدارس شهدت بالفعل ظواهر وبائية - يمكن تفسير بعضها بالظروف المؤاتية لانتقال الفيروس - ما يعطي انطباعاً متحيزاً إلى حد ما عن المخاطر المرتبطة بالمدارس".

أمام فرضية أن عدوى الأطفال أقوى مما كنا نعتقد، فرضت الحكومة الفرنسية القناع على الطلاب ابتداء من سن 6 سنوات، مقابل 11 سنة سابقاً. وهو قرار يجب أن يقترن ببروتوكول صحي معزز، بحسب العديد من المختصين.


الدكتور جورج غانم

يؤكد المدير الطبي في مستشفى LAU MEDICAL CENTER-RIZK HOSPITAL، ورئيس قسم القلب في المستشفى الدكتور جورج غانم في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ "عودة الطلاب الى المدارس أمر خطر، لكن علينا رؤية هذا الموضوع بحسناته وسيئاته".

ويوضح: "لا يمكننا ترك التلاميذ يدرسون في البيوت، خصوصاً وأنّ البعض منهم لا يملك الأدوات التكنولوجية اللازمة كي يتعلّم، بسبب الوضع الاقتصادي المتردّي".

ويشير غانم الى أنّه "يجب تنظيم هذا الموضوع في المدرسة وضبطه باعتماد وسائل الوقاية كالنظافة، التباعد الاجتماعي، مرافقة طبية للتلاميذ وتحمّل الأهل مسؤولياتهم الصحية التي تكمن بعدم إرسال أطفالهم الى المدرسة إن شعروا باي عارض من عوارض كورونا التي أضحت معروفة".



الدكتور جورج غانم



ويعتبر غانم أنه "يجب تأمين العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الأطفال، وإن لم تتأمّن يجب تركهم في منازلهم"، موضحاً أنّ "العدوى تنتقل من مصاب الى آخر، لذا يجب تفادي إدخال أي شخص مريض الى المدرسة".

ويقول: "هناك ما يسمّى بالـInfection control التي نعتمدها في مستشفياتنا (كيفية التنظيف، الجلوس، التباعد...) وهي أمور قد تفي بالغرض قدر المستطاع".

ويشير غانم الى ضرورة تعميم ارتداء الكمامات والتشديد على هذا الموضوع خصوصاً في الأماكن العامة، فضلاً عن تحديد أعداد من يدخل هذه الأماكن والحد من الأشخاص الموجودين فيها. كذلك، من الضروري توعية الناس كي يحافظوا على المسافة الآمنة، وتزويدهم بمعقّم.


الدكتورة ريتا الفرنجي

تشدد طبيبة الصحة العامة وأخصائية الطب الوقائي والبدانة الدكتورة ريتا الفرنجي في حديث لـ»نداء الوطن» على أنّ «المدارس ليست ملائمة بعد للطلاب»، موضحة أنّ « الأطفال على اتصال كبير بأقرانهم ومع البالغين. ونظراً لأنهم كثر ولأنهم يختلطون بكثيرين فيمكن أن يؤدي ذلك إلى عدد كبير من الإصابات». وتلفت الفرنجي الى أنّ «الفكرة ليست مؤاتية أبداً لعودة التلامذة الى صفوفهم»، مشيرة الى أنّ «الدراسة هي ONLINE، في الصفوف كافة».

وتتساءل: «كيف سنتمكّن من حماية أطفالنا الصغار في صفوفهم الأولى؟ قد يكون الحلّ الأمثل بالدراسة عن بعد كما يحصل حالياً».

وتقول: «هناك أولويات تتعلّق بالصحة لا يجب الاستهانة بها».

وتعتبر الفرنجي أنّ «هذه الفترة هي الأفضل كي يتعلّم الأطفال أصول النظافة في البيت والمدرسة خصوصاً وأنّ الأطفال الصغار لن يتمكّنوا من وضع الكمامة طويلاً أو غسل يديهم بانتظام».



الدكتورة ريتا الفرنجي



وتشدد على أنّ «بعض الأطفال «يأكل ضفيره»، فوضع اليد في الفم من العوامل الرئيسة لالتقاط فيروس كورونا بالرغم من وضع الكمامة في بعض الأحيان».

وتؤكد الفرنجي على أنه «من الضروري اتّباع الإرشادات الصحية العامة، التحلّي بالصبر والإيجابية لتمرير هذه المرحلة بأقلّ أضرار ممكنة، اعتماد نمط حياة صحيّ وعدم الإكثار من الاستماع لنشرات الأخبار لأنها ترفع من حدّة الضغط النفسي لديهم».

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفرنجي أن الخطر المرتبط بالمدرسة يعتمد على حالة تفشي الوباء محلياً. وتقول: «من المهم جداً أن نفهم أن المدارس لا تعمل بمعزل عن محيطها، فهي جزء من المجتمع».

نصائح الدكتورة الفرنجي لتقوية المناعة

أ. قوموا بغلي الماء مع وضع عود قرفة ثمّ أضيفوا الحامض واشربوا كوبين يومياً.. رشّوا الكركم على الطعام لأنه مضاد طبيعي للأكسدة.

ب. تفادوا تناول المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات.

ج. تعرّضوا للشمس قدر الإمكان لرفع نسبة الفيتامين «د» في الجسم.

د. اشربوا المياه والزهورات.

ه. خذوا قسطاً وافياً من النوم

و. تناولوا الأطعمة الصحية وتوقّفوا عن التدخين وتناول الكحول.


MISS 3