دوراني بينيدا

باراك أوباما يكشف في مذكراته أسرار معركته الشاقة لإصلاح الرعاية الصحية

10 تشرين الثاني 2020

المصدر: Los Angeles Times

02 : 00

كانت المعركة السياسية لإقرار برنامج الرعاية الصحية الشاملة داخل البيت الأبيض طويلة وملحمية وشخصية. يذكر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مقتطف من كتابه A Promised Land (أرض الميعاد)، وهو أول مجلّد مرتقب من مذكراته عن عهده الرئاسي في البيت الأبيض: "في كل مرة أقابل فيها أحد الأهالي الذين يجدون صعوبة في تأمين المال اللازم لمعالجة طفل مريض، كنتُ أفكر بالليلة التي اضطررتُ فيها أنا وزوجتي ميشال لأخذ ابنتنا ساشا إلى قسم الطوارئ حين كانت في شهرها الثالث لمعالجة ما تبيّن أنه التهاب السحايا الفيروسي". نُشِر هذا المقتطف في مجلة "نيويوركر".

تابع أوباما قائلاً: "أتذكر مشاعر الرعب والعجز التي انتابتنا حين أخذتها الممرضات بعيداً لإجراء فحص البزل القطني، وقد أدركنا حينها أننا ما كنا لنرصد ذلك الالتهاب في الوقت المناسب لو لم نكن نتواصل مع طبيب أطفال يعاين ابنتَينا دوماً ولا نتردد في الاتصال به في منتصف الليل. لكني فكرتُ في المقام الأول بوالدتي التي توفيت في العام 1995 بسبب سرطان الرحم".

يطرح هذا الفصل نظرة عميقة على مشروع "أوباما كير" في نهاية السنة الأولى من عهد الرئيس الأسبق، وهو يَصدر في مرحلة حاسمة بالنسبة إلى هذا التشريع الذي طَبَع عهده لأن مصيره قد يصبح مُهدداً بسبب قرار القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا يوم الإثنين.





كتب أوباما على تويتر تزامناً مع نشر هذا المقتطف يوم الإثنين الماضي: "في ظل تفشي الوباء، تحاول هذه الإدارة تفكيك "قانون الرعاية الصحية الميسّرة". إليكم ما فعلتُه أنا وجو للنضال في سبيل توسيع برنامج الرعاية الصحية وحماية ملايين الأميركيين المصابين بأمراض وإليكم ما قمنا به لإنجاز هذا المشروع".

كانت مسيرة تمرير هذا المشروع فوضوية ومعرّضة للتشكيك والنقد، لا سيما من أقرب حلفاء أوباما، على رأسهم مستشاره ديفيد أكسلرود وكبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل الذي حذره من المخاطر السياسية قائلاً: "هذه الخطوة قد تنفجر في وجوهنا"!

حذر إيمانويل الرئيس أوباما من احتمال أن يؤدي مسار تمرير مشروع القانون إلى تسويات غير محبذة وردة فعل هائلة. فقال لرب عمله: "تحضير النقانق ليس جميلاً سيدي الرئيس. وأنتَ تطلب قطعة ضخمة من النقانق"!

وفي مقطع آخر، يكتب أوباما عن تنامي نفوذ حركة "حزب الشاي" لدرجة أن يصعب عليه تجاهلها في مرحلة معيّنة، لا سيما حين أعادت نشر شائعة قديمة من أيام حملته الانتخابية مفادها أنه مسلم ومولود في كينيا، وهي عوامل كانت لتمنعه من الوصول إلى سدة الرئاسة. عاد دونالد ترامب واستعمل هذه الكذبة في نهاية المطاف لترسيخ القاعدة الانتخابية التي ساعدته على الفوز بالرئاسة بعد أوباما.

يكتب أوباما في مقطع آخر: "في البيت الأبيض، حرصنا على عدم التعليق على هذا النوع من الشائعات، ولا يقتصر السبب على امتلاك [أكسلرود] بيانات كثيرة مفادها أن الناخبين البيض، بما في ذلك نسبة كبيرة من الجماعات التي دعمتني، أبدوا ردة فعل سيئة تجاه المحاضرات حول المسائل العرقية. على سبيل المبدأ، لم أكن مقتنعاً بأن الرئيس يجب أن يتذمر علناً من انتقادات الناخبين. إنه جزء من هذه المهمّة! لذا سارعتُ إلى تذكير الصحافيين والأصدقاء بأن أسلافي البيض تحمّلوا جميعاً حصتهم من الهجوم الشخصي العنيف والعرقلة".

يكتب أوباما أيضاً أن إدارته تعاملت مع تفشي إنفلونزا الخنازير تزامناً مع انشغالها بحربَين وأزمة مالية وحملة إصلاح الرعاية الصحية: "كانت تعليماتي إلى فريق الصحة العامة بسيطة: يجب أن ترتكز القرارات على أفضل المعطيات العلمية المتاحة، وسنفسّر للرأي العام كل خطوة من استجابتنا، بما في ذلك تفاصيل ما فعلناه وما لم نكن نعرفه".

سيصدر كتاب A Promised Land في 17 تشرين الثاني، بعد أسبوعَين على موعد الانتخابات الأميركية. تشمل هذه المذكرات معلومات شخصية عن لحظات محورية عدة حصلت خلال ولاية أوباما الرئاسية الأولى. إنه أول جزء من مجلدَين مُخطّط لهما وسينتهي هذا المجلّد بمقتل أسامة بن لادن.


MISS 3