الجيش المغربي يؤمّن معبر "الكركرات"... والبوليساريو: الحرب بدأت!

الرباط تشنّ عمليّة عسكريّة في الصحراء الغربيّة

02 : 00

هل تستعر الحرب مجدّداً في الصحراء الغربيّة؟ (أ ف ب)

تفجّر الجمر من تحت رماد "الرمال الصحراويّة"، وشنّت المملكة المغربيّة عمليّة عسكريّة أمس تمكّنت في خلالها من تأمين المعبر الحدودي في منطقة "الكركرات" العازلة في الصحراء الغربيّة المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، "بشكل كامل"، بينما اعتبرت الجبهة أنّ الهجوم أنهى وقف إطلاق النار بين الجانبَيْن المعمول به منذ 30 عاماً، محذّرةً من أن "الحرب بدأت".

وأفادت القيادة العامة للقوّات المسلّحة المغربيّة مساء أمس بأن "معبر الكركرات أصبح الآن مؤمناً بشكل كامل من خلال إقامة حزام أمني يؤمن تدفق السلع والأفراد". وأضافت: "خلال هذه العمليّة، فتحت الميليشيات المسلّحة للبوليساريو النار على القوّات المسلّحة الملكيّة التي ردّت عليها، وأجبرت عناصر هذه الميليشيات على الفرار دون من تسجيل أي خسائر بشريّة".

وجدّدت التأكيد أن العمليّة تمّت "وفقاً لقواعد تدخّل واضحة تقتضي تجنّب أي احتكاك بالأشخاص المدنيين". وتابع بيان القيادة العامة: "عناصر ميليشيات البوليساريو أقدمت عمداً على إحراق معسكر الخيام الذي أقامته، وعمدت إلى الفرار على متن عربات من نوع (جيب) وشاحنات نحو الشرق والجنوب تحت أنظار مراقبي بعثة الأمم المتحدة (مينورسو)".

وشدّد وزير الخارجيّة المغربي ناصر بوريطة لوكالة "فرانس برس" على أنّ "الأمر لا يتعلّق بعمليّة هجوميّة، إنّما هو تحرّك حازم إزاء هذه الأعمال غير المقبولة"، مؤكداً أن عناصر بعثة الأمم المتحدة المكلّفة مراقبة الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار "مينورسو" والموجودين على الأرض "سجّلوا عدم حدوث أي احتكاك مع المدنيين"، بينما اعتبر وزير الخارجيّة الصحرواي محمد سالم ولد السالك ان "الحرب بدأت. المغرب ألغى وقف إطلاق النار".

ورأى وزير الخارجيّة الصحرواي أنّ الهجوم بمثابة "عدوان"، مؤكداً أن "القوات الصحراوية تجد نفسها في حالة دفاع عن النفس وتردّ على القوّات المغربيّة". وكان السفير الصحراوي في الجزائر عبد القادر الطالب عمر قد أفاد بأنّ رئيس الجمهوريّة العربية الصحراوية الديموقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلب فيها عرض المسألة على مجلس الأمن الدولي.

وجاء في الرسالة: "نُحمّل دولة الاحتلال المغربيّة المسؤولية كاملة على تداعيات تحرّكها العسكري"، فيما شدّد السفير على أنّه "مع هذا الإعتداء وفتح 3 ثغرات في الجدار العازل، ليس هناك عودة إلى الوراء. لم يعُد يوجد وقف لإطلاق النار". ويفصل هذا الجدار الذي أقامه المغرب بين المقاتلين الصحراويين والمنطقة التي تُسيطر عليها المملكة، وتُحيط به المنطقة العازلة وعرضها 5 كيلومترات من الجهتَيْن. وكانت جبهة بوليساريو قد هدّدت الإثنين بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الرباط، "إذا أدخلت المملكة عسكريين أو مدنيين إلى منطقة الكركرات العازلة".

وأثار التصعيد الذي شهدته المنطقة، ردود فعل مختلفة، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "الأسف" لفشل جهوده في الأيّام الأخيرة "لتجنّب التصعيد"، كما دعت كلّ من الجزائر، التي تدعم البوليساريو، وموريتانيا المعنيّة هي الأخرى بهذا النزاع، إلى "ضبط النفس" و"الحفاظ على وقف إطلاق النار". وكانت الخارجيّة المغربيّة قد أعلنت صباح الجمعة أن هذه العمليّة تأتي بعد إقفال أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 تشرين الأوّل، الطريق الذي تمرّ منه خصوصاً شاحنات نقل بضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء.

والصحراء الغربية، منطقة صحراوية شاسعة على الساحل الأطلسي لأفريقيا ومستعمرة إسبانية سابقة يُسيطر المغرب على 80 في المئة منها، ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تُطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، باستقلالها. والكركرات منطقة عازلة تقوم قوّة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، بدوريّات منتظمة فيها. وشهدت في الماضي توتّرات بين بوليساريو والمغرب خصوصاً مطلع العام 2017.


MISS 3