غوتيريش يُطالب بـ"فتح ممرّات إنسانية" لتوفير المساعدات

المعارك تحتدم بين "جبهة تيغراي" والجيش الإثيوبي

02 : 00

أزمة إنسانية تلوح في الأفق من جرّاء المعارك في إثيوبيا (أ ف ب)

في تطوّر لافت جديد في خضمّ الصراع الدموي الإثيوبي، أطلقت "جبهة تحرير شعب تيغراي"، الحزب الحاكم في المنطقة الواقعة في شمال البلاد، صواريخ على عاصمة إقليم أمهرة المجاور أمس، ما عزّز المخاوف من امتداد النزاع من تيغراي إلى أجزاء أخرى من البلاد غداة إعلان السلطات تقدّم قوّاتها واقترابها من ميكيلي عاصمة الإقليم.

وذكر مسؤول الإتصالات الإقليمي في أمهرة جيزاشيو مولونيه أنّ قوّات "جبهة تحرير شعب تيغراي" أطلقت 3 صواريخ على العاصمة الإقليمية بحر دار، موضحاً أنّها لم تُسفر عن إصابات أو أضرار، وأشار إلى أنّ صاروخَيْن سقطا بالقرب من المطار، بينما أصاب الثالث حقل ذرة.

وتابع مولونيه: "أعتقد أنّهم كانوا يستهدفون وكالة أمهرة للإعلام والمطار وبرج اتصالات قريب". يُذكر أن إقليم أمهرة أرسل قوّات إلى تيغراي دعماً للحملة التي شنّها رئيس الحكومة أبي أحمد. وشنّت "جبهة تحرير شعب تيغراي" الأسبوع الماضي هجمات صاروخية على مطارات في منطقة أمهرة وبحر دار وجوندار، وكذلك في عاصمة إريتريا المجاورة التي تتّهمها بدعم القوّات الإثيوبية المتقدّمة نحوها، الأمر الذي تنفيه أديس أبابا وأسمرة.

ميدانيّاً، أعلنت الحكومة الإثيوبية في بيان أن قوّاتها سيطرت على بلدتَيْ أكسوم وأدوا، وتتقدّم صوب بلدة أديغرات على بُعد 116 كيلومتراً من ميكيلي. وأضاف البيان: "استسلم كثيرون من مقاتلي المجلس العسكري". وأدّى انقطاع الاتصالات والإنترنت في تيغراي إلى صعوبة التحقق من صحة التقارير الواردة.

وفي المقابل، ذكر المتمرّدون في تيغراي أن ضربة جوّية نفّذتها القوّات الحكومية تسبّبت في إصابة الكثير من طلبة الجامعة في ميكيلي، لافتين إلى أن تلك هي الضربة الجوّية الرابعة التي تتعرّض لها عاصمة الإقليم، بينما نقلت إذاعة "فانا" الإثيوبية عن قائد سلاح الجو يلما ميرداسا قوله: "زعم "جبهة تحرير شعب تيغراي" تعرّضها لهجوم بطائرة من دون طيار غير تابعة للجيش الإثيوبي لا أساس له"، مؤكداً أن "سلاح الجو جهّز نفسه على مدى عامَيْن بتقنيات لحماية سيادة البلاد وضمان سلامة المواطنين".

وتابع قائد سلاح الجو: "القوّات الجوّية دمّرت منشآت عسكرية محدّدة تابعة للجبهة"، مضيفاً: "لا صحة لمزاعم الجبهة عن استهداف مدنيين ومنشآت دينية ومشاريع خدمية في الغارات الجوّية. الضربات الجوّية ستستمرّ مع توفير أقصى حماية للمدنيين والمنشآت". توازياً، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "فتح ممرّات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيغراي، معرباً عن أسفه لرفض السلطات أي وساطة. وقال لوسائل إعلام في نيويورك: "نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في إثيوبيا" و"الاثر الإنساني المأسوي"، الذي يمتدّ إلى السودان. وأضاف: "حتّى الآن، لا موافقة من السلطات الإثيوبيّة على وساطة خارجية". وفي السياق، أكّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنّ اندلاع النزاع في إقليم تيغراي جعل حوالى 2.3 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة وآلافاً آخرين في خطر داخل مخيّمات اللاجئين. وتُقدّر الوكالة العالمية أنّ "حوالى 12 ألف طفل، بعضهم من دون آباء أو أقارب، من بين أولئك الذين يحتمون في المخيّمات ومراكز التسجيل وهم معرّضون للخطر".

وفي غضون ذلك، كشف مسؤولون أمميون أنّ المنظمة الدولية تضع في حسبانها احتمال وصول 200 ألف لاجئ إلى السودان خلال 6 أشهر فراراً من العنف في إثيوبيا، وحذّر أحدهم من أنّ عبء اللاجئين يُمكن أن يعصف بالدولة المجاورة، ما دفع مسؤولين أمميَيْن آخرَيْن إلى الإعلان أنّ الأمم المتحدة بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار لمساعدة آلاف اللاجئين الذين يتدفّقون إلى السودان، حيث عبر عشرات الآلاف الحدود بالفعل ولا يزالون.


MISS 3