روي أبو زيد

حاز ميدالية النهضة الذهبية وثالث لبناني ينضمّ إلى L'Academie des Sciences d'Outre-Mer

اسكندر نجار:متشائم من الوضع الحالي

24 تشرين الثاني 2020

02 : 00

خلال تسلّمه ميدالية النهضة الذهبية في فرنسا

" نحن في مأزق كبير" هكذا يعرب الكاتب والمحامي اسكندر نجار عن قلقه إزاء الوضع الحالي في لبنان. ويوضح: "أنا متشائم من هذه المرحلة. الإهمال والتراكم والفساد أسياد المواقف في ظلّ غياب الطبقة السياسية بالكامل عن الواقع الحالي، ناهيك عن عدم تمكّنها من فعل أي شيء لإنقاذنا من الوضع المتردّي الذي نعيشه".

ويشير نجار الى أننا "بحاجة لعنصر شبابي متجدد في السلطة للمساعدة في نهوض البلاد". ويضيف حازماً: "على الثورة أن تلملم نفسها وتنظّم صفوفها. يجب أن تُنظّم وإلا ستبقى مستمرة في التراجع"، لافتاً الى أنه "برأيي يجب تجهيز نفسها للانتخابات المقبلة كي تتمكّن من تغيير المعادلة الحالية ديموقراطياً، خصوصاً وأنّ 50 بالمئة من اللبنانيين لم يقترعوا في الانتخابات الماضية".

وكان نجار كشف على "فيسبوك" عن انضمامه إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم لأقاليم ما وراء البحار Académie des Sciences d’Outre-Mer. وقال: "تلقيت للتوّ خبر انتخابي في أكاديمية العلوم. شكراً على هذا الشرف!". وبهذه العضوية الجديدة، يكون نجار ثالث لبناني انضمّ للأكاديمية بعد الرئيس الراحل شارل حلو، أحد أعمدة الفرنكوفونية، والدكتور فادي جورج قمير الذي يعدّ مرجعاً عالمياً في مجالات الهيدروليكا والديبلوماسية المائية.

وشدد نجار على أنّ "انضمامه الى الأكاديمية فرصة لتمتين وطننا والحفاظ على هويته الثقافية والإنسانية والريادية".



محاطاً بالسفير عدوان ودينيس فضة والأكاديمي غابرييل دي بروي



يشار الى أنّ الأكاديمية الفرنسية للعلوم لأقاليم ما وراء البحار تأسست عام 1922 تحت اسم "أكاديمية العلوم الاستعمارية" وافتتحت في حفل مهيب في جامعة السوربون في 18 أيار 1923، وصارت تعرف باسمها الحالي عام 1957.

ويلفت نجار الى أنّ "الأكاديمية تهتمّ بالفرنكوفونية والتاريخ والجغرافيا، وتنظّم المؤتمرات العلمية والأنشطة الأكاديمية المختلفة، وتنشر الدراسات والمراجعات، وتمنح الجوائز كلّ عام في مختلف مجالات العلوم الإنسانية".

ولدى سؤالنا عن المعايير التي تتّخذها الأكاديمية في انتخاب أعضائها، يجيب نجار: "تختار الأكاديمية شخصيات قادرة على المساهمة في أعمالها. أعتقد أنّ معرفتي بالعالم الفرنكوفوني وتاريخ لبنان عملا بلا شك في مصلحتي".

ومن أعضاء الأكاديمية المرموقين يذكر نجّار قادة عسكريين ورؤساء دول، من بينهم المارشال جوفري والمارشال جوين والمارشال ليوتي، ورئيس السنغال سنغور، ورئيسا الوزراء الفرنسيين رينيه بليفن، وبيير ميسمير. فضلاً عن أسماء أخرى لامعة في مجال الإعلام والسياسة والتأريخ كـإدغار فور، وآلان ديكو، وتيودور مونود، وغابرييل هانوتاوكس، وحتى جان فافييه.

وكان نجار حاز على ميدالية النهضة الذهبية Lauréat de la Renaissance française في فرنسا عن مجمل أعماله الأدبية. وذلك بحضور سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان ورئيس وفد النهضة الفرنسية في لبنان ابراهيم تابت، والأكاديمي غابرييل دي بروي. وأشار نجار في كلمته خلال الحفلة أنّ "هذه الميدالية الذهبية هي دلالة حسيّة على مساهمة لبنان في الأدب الفرنكوفوني فضلاً عن تأثيره الثقافي بالرغم من الأمواج المحيطة به".

وإذ أهدى نجار ميداليّته لبيروت الجريحة، قال: "أود أن أهدي الميدالية التي أحصل عليها اليوم الى مدينتي المدمّرة، تعبيراً عن حبي وإخلاصي. أنا أعلم جيداً أنّ بيروت ستنهض مجدداً، لأنها دوماً تتّسم بالشجاعة والإيمان".

وأضاف نجار: "اعتبر كذلك أنّ استلام هذه الميدالية الذهبية يحفّزني ويشجّعني على الاستمرار. خصوصاً وأنّ هذه الميدالية تتوّج عملي الدؤوب ككاتب ومسؤول عن L’Orient Litteraire وساعٍ منذ أكثر من 35 عاماً الى تعزيز اللغة الفرنسية من خلال الأدب". وختم قائلاً أنه "في فرنسا كما في لبنان، نحتاج إلى كتاب ومثقفين وفنانين خلّاقين، يقدّمون لنا أفكاراً لإعادة التفكير بالعالم الذي يحيط بنا وترتيب أولوياتنا الحياتية مجدداً بناء على ما عشناه في ظلّ أزمة انتشار فيروس كورونا".

وكان نجار قام بزيارة الى ستوكهولم في السويد حيث استقبله السفير اللبناني هناك حسن صالح. وعقد نجار لقاءات أدبية عدة تحدث فيها عن مجمل أعماله، فضلاً عن قراءة مقتطفات من "إعترافات بيتهوفن" تخلله تقديم أعمال موسيقية لأوركسترا عزفت النشيد الوطني اللبناني، "أعطني الناي" ومعزوفات لبيتهوفن.

وإذ صدر أخيراً كتابه "مدرسة الحرب" باللغة السويدية حيث بدأ تدريسه في المدارس، يضيف نجار لنا أنّه "التقى تلاميذ مدارس وجامعات في ستوكهولم للحديث عن الأدب وانعكاساته في حياة كلّ إنسان".

يشار الى أنّ نجار معروف بغزارة إنتاجه وتنوّعه. وكان أخيراً قد أصدر رواية تعكس المعاناة التي يعيشها العالم في ظلّ الوباء تحت عنوان "التاج اللعين" أو La Courinne du diable الذي أبصر النور خلال حزيران الماضي. كما أنه كتب سيناريو فيلم قصير بعنوان "زمن كورونا" (إخراج فرح شيا وإنتاج جوزيان بولس) الذي عرض على شاشة الـ MTV وشارك في مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا.

ويختم نجار كاشفاً أنه في صدد كتابة رواية جديدة ستصدر قريباً جداً، كما أنّه يحضّر لعمل فني- ثقافي حول انفجار بيروت.


MISS 3