واشنطن تتحدّى بكين قرب سواحلها

سفينة عسكريّة أميركيّة تعبر مضيق تايوان

13 : 15

السفينة الحربيّة "يو اس اس غرين باي" (أرشيف)

في ظلّ احتدام الكباش الجيوسياسي في أقصى شرق آسيا، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي والمنطقة المحيطة، عبرت سفينة عسكريّة أميركيّة مضيق تايوان أمس، فيما يُزخّم الجيش الأميركي وتيرة تحرّكاته العسكريّة عبر الممر المائي الاستراتيجي، رغم اعتراضات بكين المتكرّرة.

وأوضح الجيش الأميركي في بيان، أن مرور السفينة عبر مضيق تايوان يُظهر التزام الولايات المتّحدة الأميركيّة بحرّية الملاحة في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ، مشيراً إلى أن السفينة المعنيّة "يو اس اس غرين باي"، هي سفينة نقل برمائيّة.

ويفصل مضيق تايوان، الذي يبلغ عرضه 180 كيلومتراً، جزيرة تايوان المستقلّة وغير المعترف بها في الأمم المتّحدة، عن الصين القاريّة التي تَعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها وتُهدّد بين الحين والآخر باستعادتها بالقوّة العسكريّة.

وندّدت بكين الأربعاء ببيع واشنطن 66 مقاتلة من نوع "أف 16" إلى تايوان، في صفقة تُقدّر قيمتها بثمانية مليارات دولار، وتعهّدت بفرض عقوبات على الشركات الأميركيّة الضالعة ببيع هذه الطائرات الحربيّة، معتبرةً أن الصفقة "تدخل خطر في شؤون الصين الداخليّة وتقويض لسيادتها ومصالحها الأمنيّة". وفي تموز، هدّدت بكين كذلك بأنّها مستعدّة للحرب إذا كان هناك أيّ خطوة من جانب تايوان نحو الاستقلال.

توازياً، دعا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، دول آسيا، إلى الدفاع عن "استقلالها وسيادتها"، مع تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بين دول عدّة، حيث تتعرّض بكين لانتقادات واسعة بسبب تصرّفاتها التي تزداد عدوانيّة في الآونة الأخيرة. كما جاءت تصريحات موريسون، بعدما انتقدت الولايات المتّحدة الصين بسبب تصعيدها في تلك المياه، التي تُعتبر ممرّاً عالميّاً رئيسيّاً للشحن البحري. وتُتّهم بكين بنشر سفنها الحربيّة في تلك المياه، وتسليح مواقع وإنشاء جزر اصطناعيّة وصدم قوارب صيد.

ويزور موريسون فيتنام، التي تنتقد الصين بشدّة وتؤكّد أحقيّتها في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد. وأوضح موريسون أن أستراليا تدعم "مبدأ القانون الدولي"، من دون أن يذكر الصين، رافضاً "الانحياز إلى أيّ جهة". وقال: "يجب على كلّ دولة ومنطقة أن تكون لديها الثقة في استقلالها وسيادتها". وفي وقت سابق، أكّد موريسون أن المحيط الهادئ منطقة "دول سياديّة تعتمد على بعضها البعض وتُقاوم الإكراه".

من جهته، عبّر رئيس وزراء فيتنام نغوين خوان فوك عن قلقه العميق من "التطوّرات المعقدة الأخيرة" في بحر الصين الجنوبي، داعياً الدول المجاورة إلى عدم اللجوء إلى القوّة. ومنذ مطلع تموز، تلجأ سفينة استطلاع صينيّة إلى مضايقة هانوي، وتعبر المياه قرب جزر سبارتلي، التي تجري فيها فيتنام العديد من مشاريع النفط والغاز.

وغادرت السفينة لفترة قصيرة هذا الشهر، وعادت لتُثير دعوات من هانوي إلى خروجها من المنطقة، التي تعتبر أنّها تقع ضمن منطقتها الاقتصاديّة الحصريّة. وتتنازع الصين، التي تؤكّد أن وجودها أقدم في المنطقة، مع دول مشاطئة عدّة (فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي وغيرها)، على جزر هذه المنطقة البحريّة الواسعة. وهي تُطالب بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي، الذي يُعدّ طريقاً أساسيّاً للتجارة البحريّة.


MISS 3