"رئة العالم" تحترق ومستقبل الكوكب في خطر

ماكرون وبولسونارو يتقاذفان الاتهامات... والضغوط الدوليّة تتزايد

13 : 30

يصعب تقدير مدى تقدّم الحرائق في أكبر غابة في العالم (أ ف ب)

وسط تحذيرات من خروج الوضع في غابات الأمازون عن السيطرة، أعلنت الرئاسة الفرنسيّة أمس أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يعتقد أن نظيره البرازيلي جاير بولسونارو "كذب" في شأن موقف بلاده من التغيّر المناخي خلال قمّة "مجموعة العشرين" الأخيرة في أوساكا، ما من شأنه جعل فرنسا تُمانع في هذه الظروف اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبيّة، فيما كان الرئيس البرازيلي اتّهم ماكرون بالعمل "بعقليّة استعماريّة"، بعدما أكّد الرئيس الفرنسي أنّه سيبحث مع قادة "مجموعة السبع" في قمّتهم في بياريتس، قضيّة حرائق الغابات في الأمازون.

وباتت الحرائق الكبيرة التي تستعر في غابات الأمازون تتصدّر السياسة الدوليّة، فيما تكثر الدعوات من حول العالم إلى إنقاذ "رئة القارة"، إذ رأى ماكرون مساء أمس الأوّل أنّ الحرائق هناك تُمثّل "أزمة دوليّة"، ودعا إلى "مناقشة هذه المسألة الملحّة" بين أعضاء "مجموعة السبع"، خلال القمّة اليوم. كما اعتبرت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل وكذلك رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، أنّه أصبح من الواجب التباحث في شأن الحرائق الواسعة خلال قمّة بياريتس.

من جانبه، اتهم بولسونارو ماكرون "بتحويل قضيّة داخليّة في البرازيل وأربع دول أخرى في الأمازون، إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسيّة شخصيّة، مستخدماً أسلوباً مشوّقاً لا يُساهم في حلّ المشكلة"، معتبراً أن "اقتراح الرئيس الفرنسي بأن تُناقش قضيّة الأمازون خلال قمّة "مجموعة السبع"، من دون مشاركة دول المنطقة، تستحضر عقليّة استعماريّة لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين". وأشار بولسونارو إلى أن ماكرون نشر على موقع "تويتر" صوراً خاطِئة، موضحاً أنّه وضع صورة غابة تحترق التقطها مصوّر توفي العام 2003. وكان بولسونارو ألمح الأربعاء إلى أنّ منظّمات غير حكوميّة مدافعة عن البيئة تسبّبت بالحرائق بهدف "لفت الانتباه" إلى تعليق برازيليا مساعدات رامية للحفاظ على "رئة العالم". وقال: "ثمّة احتمال لا أستطيع تأكيده، بأن يكون الحريق مردّه إلى خطوات إجراميّة من هؤلاء الناشطين في المنظّمات غير الحكوميّة، بهدف التجييش ضدّي وضدّ الحكومة البرازيليّة"، معتبراً أن "هذه هي الحرب التي نُواجهها"، وكرّر أمس الأوّل اتهاماته.

وفي السياق ذاته، دعت الأمم المتّحدة بإلحاح بولسونارو إلى التحرّك لحماية غابات الأمازون التي تنتشر الحرائق فيها بسرعة. وأطلق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عبر "تويتر"، حملة النداءات لإنقاذ الأمازون، معبّراً عن "القلق العميق" من الحرائق في أكبر غابة استوائيّة في العالم، يقع 60 في المئة منها في البرازيل. وقال: "في خضمّ أزمة مناخيّة عالميّة، لا يُمكننا تحمّل أن تُلحق أضرار بمصدر رئيسي للأوكسيجين والتنوّع البيئي"، وطالب بـ"حماية" غابات الأمازون. وأطلقت نداءات من أجل الأمازون أيضاً في الأوساط الرياضيّة والفنّية وغيرها. ونُظّمت تظاهرات أمس من أجل غابات الأمازون في ساو باولو وريو دي جانيرو البرازيليّتَيْن.

ويصعب تقدير مدى تقدّم الحرائق في أكبر غابة في العالم. لكن المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء تحدّث عن اشتعال أكثر من 2500 بؤرة حريق جديدة في البرازيل خلال 48 ساعة. وذكر أيضاً أن 75 ألفاً و336 حريق غابات اندلعت في البلاد منذ كانون الثاني حتّى 21 آب، أيّ بزيادة نسبتها 84 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. واندلع 52 في المئة من هذه الحرائق في غابات الأمازون.

وفي هذا الصدد، حذّرت وزيرة البيئة البرازيليّة السابقة مارينا سيلفا، الناشطة في القضايا البيئيّة والمرشّحة السابقة للانتخابات الرئاسيّة، من أن الوضع في غابات الأمازون التي تدفع فاتورة باهظة جرّاء الحرائق وقطع الأشجار بات "خارجاً عن السيطرة"، متّهمةً حكومة بولسونارو بإتاحة المجال أمام "سلوكيّات جنونيّة" تضرّ بنظام بيئي حيوي للكوكب.


MISS 3