جورج الهاني

الفساد الرياضي ينسف تعميم الوزارة

7 كانون الأول 2020

02 : 00

خُنقَت الفقرة الأخيرة من التعميم الصادر عن مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي بتاريخ 22 تشرين الأول 2020 في مهدها، وعادت القيود والضغوطات السياسية لتتحكّم بزمام ومفاصل الحركة الرياضية، فتعاقب من تشاء وتكافئ من تريد، وتوصل الى الإتحادات الجماعية والفردية مَن كثرَ ماله وكبرتْ وساطته وزادتْ طاعته، في مشهد مؤسف ومعيب تتكرّر أسطوانته كلّ أربع سنوات.


طالبتْ الفقرة التي حُذفت منذ أيام قليلة من التعميم الإتحادات الرياضية التي ستشهد إنتخاباتها معركة رياضية بإعتماد لوائح موحّدة يُكتب عليها أسماء جميع المرشّحين، على أن يختار المقترعون من يرونه مناسباً بوضع علامة الى جانب إسمه أو بشطب المرشّحين غير المختارين، وذلك في محاولة لعدم اللجوء الى اللوائح المرمّزة التي كانت سبب كلّ علّة في الإنتخابات الماضية، إلا أنّ اللجنة الأولمبية اللبنانية إستفزّها هذا الموضوع، وراسلت اللجنة الأولمبية الدولية لتشكو وزارة الشباب والرياضة بأنها تتدخّل في شؤون الإتحادات ومهامها، في حين أنّ الوزارة المذكورة يحقّ لها التدخّل بالشأن الإداري لا الفنّي للإتحادات كلّما دعت الحاجة، خصوصاً إذا ما إشتمّت رائحة فساد أو صفقات أو سمسرات كما يحصلُ حالياً بصورة جليّة، وإلا لماذا كان إلزامياً أن يتواجد ممثّلٌ عن الوزارة للإشراف على العملية الإنتخابية في كلّ الإتحادات الرياضية؟


مما لا شكّ فيه أنّ إنتخابات إتحادَي الكرة الطائرة وكرة السلة التي ستقام خلال الشهر الجاري ستتأثّر بشكل أساسيّ بعودة وزارة الشباب والرياضة عن قرارها، لا سيما إنّ كلاهما سيشهد في المبدأ معركة مرتقبة بين لائحتَين، لكنّ أمراً جوهرياً قد تغيّر اليوم، وهو أنّ اللوائح المدعومة من السلطة لم تعد تُقلقُ وتقضّ مضاجع الجمعيات العمومية كما في الماضي، وتحديداً في إستحقاق كرة السلة الذي ستتواجه فيه لائحتان، الأولى يترأسها الرئيس الحالي للإتحاد أكرم الحلبي المنتمي الى "التيار الوطنيّ الحرّ"، والثانية يترأسها الرئيس الأسبق للإتحاد جورج بركات المستقلّ والبعيد كلّ البُعد عن الأحزاب والسياسة، من هنا من غير المستبعد أبداً أن تأتي نتيجة إنتخاباتها مشابهة للنتائج التي حققها الطلاب المستقلّون في الإنتخابات الجامعية الأخيرة.