جورج الهاني

"شوفيني يا منيرة"

9 تشرين الثاني 2020

02 : 00

يصرّ بعض المرشّحين لرئاسة الإتحادات الرياضية على الإعتقاد بأنّ نشر صورهم مع رؤساء أندية أو إداريين على صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي داخل المكاتب حيناً وفي المطاعم أحياناً، يعزّز حظوظهم ويزيد من فرص فوزهم في الإنتخابات، وكأنّهم لم يتعلّموا أو يتّعظوا من التجارب السابقة التي جاءت قاسية ومُرّة عليهم وارتدّت على مصداقيتهم في الوسط الرياضي بأسره.

وإذا كان لهذا المرشّح أو ذاك مصلحة خاصة في عرض "ألبوم" نشاطاته وجولاته على طريقة "شوفيني يا منيرة"، فإنّ المستغرب هو قبول بعض الإداريين البارزين الذين يعتزّ ويفتخر بهم الوسط الرياضي، زجّ أسمائهم وصورهم، فيبدون وكأنهم مؤيّديون أو ملتزمون بلائحة معيّنة، في حين أنّ عدداً منهم يقول في السرّ غير ما يُفصحُ عنه في العلن، وفي هذا السياق تبقى "المجالسُ بالأمانات".

ألم يحنْ الوقت بعد لكي يرتقي المرشّحون الى أيّ اتحاد رياضيّ بأفكارهم ومبادئهم، ويُدركوا أنّ البرامج الإنتخابية العصرية التي يحملونها معهم وتتضمّن أفكاراً بنّاءة وخططاً مدروسة وناجعة تخدم ألعابهم وأنديتهم ولاعبيهم، هي وحدها الكفيلة بأن تحظى بثقة وأصوات الجمعيات العمومية التي لم تعد تبالي البتّة برؤية مرشّحين على "السوشيل ميديا" يحملون فناجين القهوة والنسكافيه وقطع البسكويت والكرواسان ويبتسمون للكاميرا، وكأنهم بهذا الأسلوب الساذج الذي أثبت فشله الذريع في الماضي، يستطيعون كسب صوت نادٍ من هنا أو إقناع جمعية من هناك.

إنّ الأندية في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها الرياضة والبلاد تبحث عن منقذين لا عن مهرّجين، فأوضاعها تعيسة وفرقها مشلولة وميزانياتها معدومة، وهي تلهث وراء أيّ بصيص أمل يلوح في الأفق لتكملَ مسيرتها ورسالتها الرياضية بانتظار الفرج الموعود الآتي فور زوال كابوس كورونا وانفراج الأزمة الإقتصادية والمالية.


MISS 3