جورج الهاني

عينُ الأندية المظلومة ومخرزُ الإتحادات المتسلّطة

11 آذار 2024

02 : 00

أن تكون الإتحادات الرياضية تطبّق القوانين بحذافيرها وتضرب بيدٍ من حديد لردع المخالفين وضبط التجاوزات من أجل مصلحة وخير ألعابها شيء، وأن تستغلّ هذه الإتحادات السلطة التي بين يديها لتطويع وتركيع الأندية التي تعارضها وتخالفها الرأي، فهذا شيء آخر.

المعروف رياضياً أنّ الإتحاد هو الأب الحنون والصالح للعبة المؤتمن عليها ويسهر على حمايتها ورعايتها، كما انّ جميع الأندية المنضوية إليه تُعتبر بمثابة أبنائه، فلا يفرّق بين نادٍ وآخر إلا بمقدار إحترام هذا النادي للأنظمة، وإلتزامه بخوض البطولات الرسمية وتقبّل النتائج الفنّية بروح رياضية عالية، بعيداً من إفتعال المشاكل والإشكالات في الملاعب.

أما أن يسخّر الإتحاد نفوذه لتصفية حسابات شخصية ضيّقة، ويجعل من القانون مطية للنيل من الأندية المغبونة التي ترفع الصوت مطالبة بحقوقها المهدورة فهو قمّة الوقاحة والظلم والتعسّف، وعلى جميع الإتحادات الرياضية أن تعلم تماماً أنّ أساليب الأنظمة البوليسية والدكتاتورية قد ولّت الى غير رجعة، وأن عين الأندية مهما كانت ضعيفة ومُستفردة قادرة على أن تقاوم مخرز إتحاداتها المتسلّطة، لأنّ من يملك الحقّ يملك القوة، ولن يخاف بالتالي من تهديد من هنا أو «بهورة» من هناك.

فليتصرّفْ الجميع إذاً بحكمةٍ وعقلانية ولينبذوا منطق التعالي والإنتقام المتجذّر بهم، وكما يقول المثل اللبناني «الشمس شارقة والناس قاشعة»، وهذا يعني أنّ الرأي العام الرياضي يواكب ويراقب ويميّز بين المنطق والشواذ وبين الظالم والمظلوم، لا سيما أنّ التجارب المريرة الماضية لبعض مَن هم على رأس الإتحادات تُسهّل طريق الوصول الى الحقيقة، وهي طريق قد تكون صعبة وشاقة، ولكنها ستبلغ حتماً خواتيمها السعيدة المرجوّة.

MISS 3