موسكو تُحذّر من "نزاع عسكري واسع"

ترامب يلتقي روحاني"إذا كانت الظروف مناسبة"

01 : 11

ماكرون وترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك في بياريتس أمس (أ ف ب)

نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمّة "مجموعة السبع" في بياريتس، في تأمين جو توافقي عبر قيامه بمبادرات عدّة، توّجها بخرق ديبلوماسيّ مهمّ في الملف الإيراني. إذ وبعيداً من انفعالاته المعتادة، أعلن ترامب أنّه على استعداد للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد محادثات مكثفة حول هذا الموضوع في القمّة، تخلّلتها زيارة مفاجئة لوزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأوّل.

وقال ترامب: "إذا كانت الظروف مناسبة، فسأوافق بالتأكيد على اللقاء"، فيما كان يقف إلى جانبه ماكرون، الذي عمل بنشاط لأسابيع عدّة من أجل بلورة هذا السيناريو. واعتبر الرئيس الأميركي أن مثل هذا اللقاء يُمكن أن يُعقد "في الأسابيع المقبلة"، معرباً عن اعتقاده بأنّ روحاني سيكون أيضاً مؤيّداً لذلك، نظراً لكون "إيران تُريد تسوية هذا الوضع".

من جهته، رأى ماكرون أن محادثات "مجموعة السبع" هيّأت "ظروفاً لعقد اجتماع وبالتالي اتفاق بين الرئيسين الأميركي والإيراني". وعبّر عن أمله في تنظيم اللقاء "في الأسابيع المقبلة". لكنّه سارع إلى التحذير خلال المؤتمر الصحافي الختامي في القمّة من أنّه "لم يتمّ عمل شيء، والأمور في غاية الهشاشة"، في حين رحّبت المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل بهذه التطوّرات، ووصفت ما جرى بأنّه "خطوة كبرى إلى الأمام".

وفي طهران، دافع روحاني عن خيار التفاوض "لأنّ الأساس هو مصالح البلاد"، وسط انتقادات من جناح التيار المتشدّد لظريف. وقال: "لو أنّني أعلم بأنّ مشكلة البلاد ستُحلّ لو التقيت شخصاً ما، فلن أمتنع عن ذلك". بينما كانت الجمهوريّة الإسلاميّة على صعيد موازٍ قد أعلنت أنّها باعت النفط الذي تحمله الناقلة "أدريان داريا 1" التي احتجزتها سلطات جبل طارق مطلع تموز وأفرجت عنها بعد نحو ستة أسابيع، معتبرةً أنّه "بات يقع على مالك النفط ومشتريه أن يُحدّد أين سيتمّ تسجيله". من دون الإشارة إلى هويّة المشتري أو ما إذا كان بيع الشحنة حصل قبل احتجاز السفينة في 4 تموز أو بعده.

تزامناً، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس من أن بلاده مستعدّة للدفاع عن نفسها "بكلّ السُبل الضروريّة في مواجهة إيران التي تتحرّك على جبهات عدّة لشنّ هجمات دامية على دولة إسرائيل". ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرّك فوراً لتوقف إيران هجماتها"، في وقت أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أنّه تحدّث إلى نتنياهو، مشدّداً على أن "واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات الوشيكة".

وفي هذا الصدد، حذّرت موسكو من خطورة الهجمات التي تشنّها إسرائيل في دول المنطقة في ظلّ أجواء إقليميّة متوترة جدّاً، معتبرةً أن تصعيد التوتر عقب مثل هذه العمليّات قد يؤدّي إلى اندلاع نزاع عسكري واسع لا يُمكن التنبؤ بتبعاته. وأعلنت الخارجيّة الروسيّة في بيان أن "التصعيد الجديد للتوتر في المنطقة"، عقب العمليّات العسكريّة الأخيرة التي نفّذتها إسرائيل منذ 24 آب الحالي في سوريا ولبنان، "يُثير قلقاً بالغاً لدى موسكو". وجدّدت روسيا دعوتها "كلّ الأطراف إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس والالتزام الصارم بالقانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وكان لافتاً أمس موقف وزير الخارجيّة البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، الذي اعتبر أنّه "لا يُلام" من يضرب إيران و"حزب الله" أو مستودعات صواريخهم. وكتب على "تويتر": "إيران هي من أعلنت الحرب علينا، بحرّاس ثورتها وحزبها اللبناني وحشدها الشعبي في العراق وذراعها الحوثي في اليمن وغيرهم"، مضيفاً: "فلا يُلام من يضربهم ويُدمّر أكداس عتادهم"، معتبراً أن ذلك بمثابة "دفاع عن النفس".

توازياً، عقدت الرئاسات العراقيّة الثلاث اجتماعاً مع قادة من فصائل "الحشد الشعبي" الذين اتهموا إسرائيل بشنّ غارات بطائرتَيْن مسيّرتَيْن إسرائيليّتَيْن، أسفرت عن مقتل قيادي من "الحشد"، في ظلّ مخاوف من تحوّل البلاد إلى ساحة حرب بالوكالة عن دول أخرى. وشدّد المجتمعون على أن "الحكومة ستتّخذ الإجراءات كافة التي من شأنها ردع المعتدين والدفاع عن العراق"، من دون الإشارة إلى أيّ خطوة عسكريّة. وفي وقت سابق، أفاد المتحدّث باسم قيادة العمليّات المشتركة العميد يحيى رسول لوكالة "فرانس برس"، بأنّ "تحقيقاً يجري حالياً لتحديد طبيعة الضربة".


MISS 3