جورج الهاني

لطيّ صفحة الإنتخابات والبدء بورشة العمل

14 كانون الأول 2020

02 : 00

أمّا وقد انتهت إنتخابات الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة أمس مع كلّ ما رافقها من أموالٍ ووعود إنتخابية، لا بدّ من طيّ الصفحة وفتح أخرى جديدة تحمل التفاؤل والخير لهذه اللعبة التي كانت ابّان الحرب اللبنانية في السبعينات والثمانينات الرياضةَ الأكثر إنتشاراً على مساحة الوطن، وكانت نقطة التواصل والإنفتاح بين مختلف الأقضية والمحافظات، بحيث كسرت الكرة الطائرة حواجز الحقد وعقدة عدم تقبّل الآخر التي كانت مشحونة في نفوس الشعب اللبناني المنقسِم حزبياً وطائفياً ومناطقياً.

اليوم، ومع نجاح لائحة وليد القاصوف كاملة في الإنتخابات، وبعد إنتهاء سكرة الفوز وتبادل التهاني، ثمة ورشة عمل هائلة تنتظر الإتحاد الجديد المدعوم بشكل علنيّ من جان همام وميشال أبي رميا المقتدرَين مالياً والمُفضلَين على اللعبة، وهذا ما سيعطيه مساحة أكبر للتحرّك بحرّية والبدء بتنفيذ الوعود المعسولة التي أطلقها القيّمون عليها على مدى أكثر من شهر لكسب ثقة الجمعية العمومية ونيل أصواتها، وإذا لم يتسنّ للائحة الفائزة تحضير برنامجها الإنتخابيّ الذي يتضمّن تصوّراً للنهوض باللعبة لكثرة إنشغالاتهم وجولاتهم قبل حلول موعد الإستحقاق الإنتخابيّ، فيمكنها بالتأكيد الإستعانة ببرنامج اللائحة الثانية الجاهز والمطبوع والذي يمكن وصفه بالعصريّ والمدروس، إذ إنه يُحاكي هموم الأندية ويطرحُ حلولاً علمية ومنطقية لكلّ المشاكل والصعوبات التي تعانيها اللعبة، واللائحة الخاسرة مستعدّة لتقديم برنامجها للاتحاد الجديد كهديّة قيّمة لمناسبة فوزه بالإنتخابات.

إنّ الإنتصار الحقيقيّ لفريق عمل القاصوف الذي كاد يتعرّض لهزّة مفاجئة عند أوّل إختبار فعليّ خلال عملية توزيع المناصب بعد إعلان النتائج أمس، يكون عندما ينجح في بلسمة جروحات الأندية العميقة ويحقّق طموحات اللاعبين، وعندما تعود عجلة النشاط والحيوية الى الملاعب، فتُستأنف بطولاتُ كافة الدرجات، من الأولى الى الفئات العمريّة، مروراً بالسيّدات وكلّ المنتخبات الوطنية، وعندها يؤكّد القاصوف للجميع، خصوصاً لأولئك الذين لم يمنحوه أصواتهم بأنه أهلٌ للثقة، ويُثبتُ للوسط الرياضي بأسره بأنّ إبن "الريّس" شحاده لا ولن يفرّط أبداً بلعبة ورث محبّتها وخدمتها من والده الذي بقيَ قدوة ورمزاً في الكرة الطائرة حتى بعد رحيله المؤلم منذ أربع سنوات.


MISS 3