جورج الهاني

الطعنُ في الظهر

24 كانون الأول 2020

01 : 46

من الطبيعيّ أن تنتظر الأندية في كافة درجاتها إنتخابات الإتحادات الرياضية التي تُقام مرّة كلّ أربع سنوات من أجل تغذية صناديقها بالمال الإنتخابيّ الذي يوزّعه رؤساء اللوائح المتنافسة بسخاء منقطع النظير طمعاً بأصوات الجمعيات العمومية للأندية وسعياً لكسب ثقتها وحسم المعارك الرياضية لمصلحتهم.

بالطبع إنه حقٌّ مشروع للأندية ولا أحد يقول عكس ذلك، لأنه مالٌ "حلال" هي بأمسّ الحاجة إليه للإستمرار والصمود في ظلّ الظروف الإقتصادية والإجتماعية المزرية المُحيطة بلبنان، خصوصاً في ظلّ إبتعاد الرعاة والمعلنين وغياب الدعم المالي واللوجستي الذي من المفترض أن يُقدّم لها من قبل إتحاداتها العاجزة أو من وزارة الشباب والرياضة "المشلولة" كلّياً، إلا أنّ ما هو غير منطقيّ وغير أخلاقيّ أن يقبل رؤساء هذه الأندية المساعدات المالية من مرشّحي لائحة معيّنة ثم ينتخبون لمصلحة اللائحة المنافسة بعدما يكونون قد قبضوا من رئيسها أضعاف ما دُفعَ لهم أولاً، وكأنهم بهذا الأسلوب الرخيص يريدون أن يُظهروا للرأي العام الرياضيّ بأسره بأنهم من أهل الخيانة والغدر وقلّة الوفاء.

في الإنتخابات الأخيرة لإتحادَي الكرة الطائرة وكرة السلة تحديداً فاضَ المال الإنتخابيّ الذي ترافق مع ضغط سياسيّ هائل على الأندية وإدارييها من قبل وزراء ونوّاب العهد الحاليين والسابقين، حتى إنّ بعضهم وصلت بهم الجرأة – بل الوقاحة - الى زجّ إسم أعلى مسؤول في السلطة الحاكمة في هذين الإستحقاقَين، وكأنّ البلد والشعب بألف خير ولا همّ لهذا المسؤول إلا التدخّل في شؤون الإنتخابات لمصلحة لوائح السلطة.

إنتهى موسم الإنتخابات الرياضية لهذا العام، فاز من فاز وخسرَ من خسر، ويبقى الأملُ أن يبادر الفائزون في مختلف الألعاب الجماعية والفردية الى طيّ هذه الصفحة والتفكير في كيفية النهوض برياضاتهم ومساعدة رياضييهم، وعدم اللجوء الى تصفية حسابات مع الأندية التي لم تصوّت لهم كما هدّد وتوعّد أحد رؤساء اللوائح الفائزة مؤخراً، لأنّه في هذه الحال سيسقط الهيكل على رؤوس الجميع، ولن يسلمَ عندها لا رئيسٌ ولا إتحادٌ ولا نادٍ و"لا من يحزنون"...