طوني فرنسيس

وباء المسؤولين واللقاح الموعود

29 كانون الأول 2020

02 : 00

من غير المعروف مَن سيسبق مَن في لبنان، وصول لقاح "كورونا" الموعود في نهاية شباط، أم تشكيل الحكومة التي طال انتظارها.

الحصول على اللقاح يحتاج تمويلاً، إن كان هذا اللقاح صينياً، أو روسياً، أو أميركياً غربياً. لن تبيع الشركات منتجاتها الثمينة المطلوبة بـ"البلاش" ولن تقدّمها مجّاناً. والإعتماد على منظّمة الصحّة العالمية، ملجأ الدول الفقيرة والمعدمة، لن يوفر أكثر من 20 في المئة من حاجات تلك الدول، ومنها لبنان، الذي تأمل حكومته المستقيلة بكمّيةٍ تُضاف الى التي سيوفّرها الإتّفاق المزمع مع "بفايزر" الأميركية، وكلّ ذلك سينتظر الى ما بعد شباط، مثلهُ مثْل الحكومة التي يرى محلّلو السرفيس أنها لن تولد قبل معرفة طبيعة العلاقات الأميركية ـ الإيرانية، أي بعد تسلّم جو بايدن منصبه خلفاً لدونالد ترامب وجلوسه في البيت الأبيض مُمْعِناً في التفكير بالمشروع النووي الإيراني وحواشيه من صواريخ ومنظّمات وأذرعة، ثم مدى استعداده للدخول مجدّداً في اتفاق يرضي طهران، فيسهل حلّ العقد، وينزل الأنصار عن الأشجار التي تسلّقوها، فيحتضنون بعضهم بعضاً ويلتفّون حول فخامة الرئيس ودولة الرئيسين في صورةٍ تذكارية، يرتدون من أجلها طقماً أعدّوه للمناسبة منذ انفجار المرفأ.

انطلقت حملات التطعيم في العالم منذ أسبوع ونيِّف، وفي منطقتنا كانت السعودية والإمارات والبحرين في طليعة الدول التي قرّرت توزيع اللقاحات ضدّ الوباء مجّاناً، وتقدّم قادتها حملة التلقيح ليشجّعوا مواطنيهم على الإلتزام. وفي "دولة العصابات الصهيونية" بلغ عدد الذين شملتهم حملة التلقيح حتى الآن ما يزيد عن 380 الف شخص، وفقط في دول مِحور الممانعة ضدّ تلك الدولة، يستمر إعطاء الحُقنة الخطابية إياها وتكرار أحاديث الإنتقام في الوقت المناسب استناداً الى معلومات سرّية وصلت من جلسات "مقفلة" عقدها الأعداء.

يستمرّ العراق، أحد أغنى بلدان العالم، في التفاوض للحصول على لقاحه، وبالكاد تعترف دمشق بإنتشار الوباء في ربوعها، ويموت اليمنيون قهراً وقمعاً وجوعاً، وها هو لبنان، عاصمة الطبّ والعلم والإزدهار، يقوده وباء قادته الى لائحة الدول المُفلسة، التي ستنتظر فرصتها في الحصول على دواء سيختلف هؤلاء "القادة"، حُكْماً، في كيفية توزيعه طائفياً ومناطقياً... وتهريباً!


MISS 3