جاد حداد

حقائق حول لقاحات الكوفيد - 19

4 كانون الثاني 2021

02 : 00

كثر الكلام حول لقاحات الكوفيد - 19 المرتقبة، وكلما قرأنا الأخبار ازدادت حيرتنا أكثر فأكثر بخصوص فعاليتها وسلامة استخدامها. كيف نستوضح بعض الأمور بشأنها؟

تؤدي اللقاحات المرتقبة دور المخلّص بعدما طالت جائحة الكوفيد - 19 ومسّت جميع دول العالم. ونشر الكثير من المعلومات والادعاءات الكاذبة حول الجائحة فشكك الناس في فعالية اللقاحات وسلامة استخدامها. إليكم الحقائق خلف الخرافات الأكثر انتشاراً حول لقاحات كوفيد - 19:

الخرافة: لقاح كوفيد - 19 لن يكون آمناً لأنه طوّر بسرعة.

الحقيقة: استثمرت شركات أدوية كثيرة موارد مهمة لتطوير اللقاحات في وقت قصير للحد من تأثير كوفيد-19 الكارثي العالمي. أفضت حالة الطوارئ هذه الى استجابة سريعة من هذا النوع، لكن ذلك لا يعني تجاوز شركات الأدوية بروتوكولات السلامة أو تقاعسها في اجراء اختبارات كافية.

توصي مايو كلينيك باستخدام اللقاحات التي تمّ التأكد من سلامتها. حصل لقاح شركة فايزر (Pfizer) على أول ترخيص للاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية رغم وجود لقاحات كثيرة غيره قيد التطوير. في تطويرها للقاح اعتمدت فايزر تكنولوجيا قائمة على التركيب الجزيئي للفيروس فيكون اللقاح بالتالي خالياً من مواد ذي أصل حيواني، والمواد الحافظة ومؤلفاً بحسب نظام فعّال من دون خلايا. أجري اختبار لقاح فايزر/بيونتيك على 43000 شخص تقريباً. وللحصول على إجازة طارئة بالاستخدام، كان على الشركة المصنعة متابعة نصف المشاركين في التجارب السريرية على الأقل، لفترة لا تقل عن الشهرين بعد حصولهم على الجرعات كافة. فإذا اثبتت سلامة استخدام اللقاح وفعاليته عند هذه المجموعة، يحصل المنتج على ترخيص الاستخدام الطارئ.

بالإضافة إلى مراجعة السلامة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية عينت اللجنة الاستشارية لممارسات التمنيع (Advisory Committee on Immunization Practices-ACIP) مجموعة خبراء مهمتهم أن يقيّموا بشكل مستقل بيانات السلامة للتجارب السريرية. ويراجع خبراء مايو كلينيك، بدورهم البيانات المتوافرة. وستتابع المؤسستان المذكورتان معاً سلامة استخدام لقاحات كوفيد - 19 بشكل دقيق ومستمر.

الخرافة: لقد أصبت بكوفيد - 19 سابقاً، لذا لست بحاجة للحصول على اللقاح.

الحقيقة: لا توجد معلومات كافية حول وقاية المصاب بفيروس كوفيد - 19 من إعادة الاصابة به أو حتى عن المدة الزمنية للوقاية التي اكتسبها والتي تسمى بالمناعة الطبيعية. وتشير الدراسات الأولية الى أن المناعة الطبيعية ضد كوفيد - 19 لا تدوم طويلًا، ولكنها ليست كافية لتأكيد الأمر.

وتنصح مايو كلينيك المتعافين من كوفيد - 19 بالحصول على اللقاح. لكن يتوجب على هذه الفئة الانتظار 90 يوماً بعد تشخيصها قبل اللجوء إلى التلقيح. على المرء تجنب اللقاح في حال كان في الحجر الصحي، أو تعرض للفيروس أو كانت لديه أعراضه.

الخرافة: للقاح آثار جانبية خطيرة.

الحقيقة: قد تسبب اللقاحات آثاراً جانبية طفيفة-متوسطة، وقصيرة الأمد تتلاشى من دون مضاعفات أو إصابات. تظهر الدراسات الأولية لفايزر سلامة استخدام لقاحها. فظهرت أعراض قصيرة الأجل في مكان الحقن لدى 15%من المشاركين، كما ظهر على نصف المشاركين ردود فعل دامت يومين كحد أقصى كالصداع، والإرهاق، والقشعريرة، وآلام المفاصل، والحمى.

يجدر بالذكر أن الأعراض هذه طبيعية عند الحصول على أي لقاح، فتدل على استجابة جهاز المناعة إلى العلاج.


الخرافة: لست بحاجة إلى ارتداء الكمامة بعد الحصول على اللقاح.


الحقيقة: سيستغرق حصول الجميع على اللقاح وقتاً. ورغم أن اللقاح يحميك من المرض، ليس معروفاً قط إذا كان يمنع حمل الفيروس ونقله للآخرين. لذا ينصح التقيد بإجراءات الوقاية كارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، وغسل اليدين بانتظام حتى توفر معلومات إضافية.


الخرافة: لقاح الكوفيد-19 أخطر من المرض نفسه.


الحقيقة: يدعي البعض على مواقع التواصل الاجتماعي أن نسبة الوفيات بسبب كوفيد - 19 لا تتعدى الـ2%، لذا لا يجب تلقيح الناس ضد فيروس ذي معدل بقاء مرتفع. لكن 1% من معدل الوفيات مميت بـ10 أضعاف أكثر من الأنفلونزا الموسمية. كما تتفاوت نسبة الوفيات بشكل ملحوظ حسب العمر، والجنس، وحالة المريض الصحية.

ظهور أعراض على بعض متلقي اللقاح دلالة على استجابة جهازهم المناعي. لا تعتبر هذه الأعراض خطيرة ولا تهدد حياة المريض، فهي ردود فعل شائعة عند تلقي أي لقاح. ويستحيل إصابة الشخص بكوفيد - 19 بسبب اللقاح بما أنه لقاح معطل وليس حياً.

من المهم هنا ان ندرك أن هدف التلقيح ضد كوفيد - 19 لا يقتصر على النجاة الفردية بل على الحد من انتشار المرض والعدوى المؤدية إلى آثار صحية سلبية طويلة الأمد. رغم غياب لقاح فعال 100%، يفضل الحصول على اللقاحات المتوافرة فمنافعها تفوق أضرارها عند الأصحاء.

الخرافة: صممت لقاحات الكوفيد - 19 للسيطرة على العالم عبر زرع رقاقة تعقب أو ناقل نانوي في أدمغتنا.

الحقيقة: لا يوجد شيء اسمه لقاح "رقاقة". ولن يتعقب اللقاح الناس ويجمع عنهم معلومات خاصة ليحولها إلى قاعدة بيانات. أُطلقت هذه البدعة بعد تعليقات بيل غيتس من مؤسسة بيل وميليندا غيتس على شهادة رقمية حول سجلات لقاح. لم يذكر بيل في تعليقه الرقاقات فلا علاقة لما قاله بتطوير، أو اختبار، أو توزيع لقاحات كوفيد - 19.


الخرافة: سيعدل اللقاح حمضي النووي.

الحقيقة: يرجح أن يتكون أول لقاحات كوفيد - 19 في السوق من مادة الحمض النووي الريبوزي المرسال المعروفة بتسمية mRNA. وفق مركز السيطرة على الأمراض. تعلّم هذه المادة خلايا الجسم كيفية تشكيل بروتين يطلق استجابة مناعية. بالتالي لن يعدل اللقاح المرسال مع حمضك النووي أو يتفاعل معه فخلايا الجسم تجزئ مواد هذا اللقاح وتتخلص منها فور انتهاء الحاجة إليها.

الخرافة: استخدمت أنسجة جنين في تطوير اللقاح.

الحقيقة: لم تستخدم خلايا جنينية في تكوين هذه اللقاحات ولا حاجة لاستعمالها أصلًا.

حتى الحصول على معلومات أوفر عن اللقاح وبانتظار توافره عليكم التقيد بتدابير الوقاية (غسل اليدين باستمرار، وارتداء الكمامة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي) حتى بعد حصولكم على اللقاح.