مايز عبيد

تدافع أمام الأفران والصيدليات في الشمال

13 كانون الثاني 2021

02 : 00

طابور أمام صيدلية في طرابلس

أمس، كان يوم الطوابير بامتياز في مناطق الشمال ولا سيّما أمام الأفران والصيدليات ومحلات بيع المواد الغذائية والتموينية، في مشهد غير مألوف، وكأن العالم سينتهي بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري أو ستُفقد كلّ هذه المواد من الأسواق بالكامل. مخاوف الناس غير مبرّرة لدى البعض لكنّ المواطنين أنفسهم يبرّرونها بحجة انقطاعها المقبل من دون أي شك، خصوصاً وهم يرون أنّ الأدوية تفقد من الصيدليات الواحد تلو الآخر، ولذلك كان هجومهم امس على محلات بيع المواد الغذائية والتموينية هجوماً شرساً، ولم يبق على رفوف المحلات أي منتج. تقول السيدة روعة التي صادفناها في سوبرماركت في طرابلس: "لا أحد يعلم ماذا سيحلّ بنا نحن الشعب. الله أعلم ربّما سينقطع كلّ شيء حتى الأكل والخبز.. لا تلوموا الناس في الحقيقة نحن نعيش في هستيريا أو في عصفورية في هذا العهد القاتم".

أما في الصيدليات، فلم يكن الوضع أفضل أو أرحم. فالناس اصطفّوا بالطوابير أمامها بينما الوضع داخلها لم يكن أفضل، بل كانت ذروة الزحمة وسط تهافت غير مسبوق على شراء الأدوية وتخزينها. تقول مريم من إحدى صيدليات طرابلس: "معظم الأدوية مفقودة ونحاول الآن شراء البانادول وبعض الأدوية من نوع المسكنات لأنها قد تنقطع هي الأخرى والأمور الصحّية تتجه نحو الأسوأ، حينها ماذا سنفعل"؟ على أنّ العديد من الصيدليات تقوم بتقنين بيع الأدوية، فمن يطلب علبة panadol يعطى ظرفاً واحداً والحال نفسه ينسحب على باقي الأدوية إذا وجدت.

اما الأفران، فزحمة غير معقولة. اصطفّ الناس بالطوابير أمام الأفران في عكار وطرابلس والبداوي وغيرها من المناطق، خوفاً من انقطاع الخبز أو ارتفاع سعره. ما زاد طين الأزمة بلة، هو الحديث المتداول عن ارتفاع سعر صرف الدولار أمس حيث ناهز الـ 9000 ليرة لبنانية. وقال سمير الحجّي وهو يتبضّع من سوبرماركت شمالي انّ "الأسعار إلى ارتفاع مطرد ولذلك رأينا أنه من الأفضل أن نشتري حاجاتنا اليوم لأنّ الدولار قد ارتفع وبطبيعة الحال سترتفع معه فاتورة المواد الغذائية والتموينية غداً من دون شك".

مواطنون كثر قصدوا بعد الظهر محلات بيع المواد الغذائية والتموينية لكنهم وجدوا الكثير من الرفوف فارغة ولم يتمكّنوا من التموين لفترة حظر التجول الخميس، وبالتالي هم يعدّون العدّة يوم غد (اليوم) للإنطلاق باتجاه المحلات والأفران والصيدليات، والتموين بكل ما أمكن من هذه المواد لأنّها في نظرهم ستنقطع أو سترتفع أسعارها، أو أقلّه لن يسمح لهم بالحركة في الفترة المقبلة. أما في ما يتعلق بالمفرد والمزدوج، فقد اختلط الحابل بالنابل وسجّلت عشرات الزحمات مثلاً على الطريق الممتد من طرابلس إلى عكار أو بالعكس؛ لا سيما عند كل فرن أو صيدلية أو محل لبيع المواد الغذائية والتموينية، ومن المرجّح أن يزيد الضغط اليوم لأنه آخر يوم يسبق إعلان الإقفال العام وحظر التجوال الشامل.