بايدن يعِد بسلسلة من الأوامر التنفيذيّة

02 : 00

مبنى الكابيتول يتحضّر لمراسم تولية بايدن الأربعاء (أ ف ب)

سيُوقّع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في اليوم الأوّل من رئاسته سلسلة من الأوامر التنفيذية، في وقت تمّ حشد عناصر الأمن في أنحاء الولايات المتحدة كافة، استعداداً لمراسم التولية الأربعاء.

وتتعلّق تلك الأوامر التنفيذيّة بالتصدّي للأزمة الوبائيّة وتدهور الإقتصاد و"اللامساواة العرقيّة" والتغيّر المناخي، وفق ما أعلن أحد كبار مستشاري الرئيس المنتخب رون كلين، وهي "أزمات تستوجب تحرّكاً عاجلاً"، موضحاً أن بايدن يُريد التصرّف بسرعة "لإعادة مكانة أميركا في العالم".

وأوضح كلين، الذي سيتولّى منصب كبير موظّفي البيت الأبيض، أن "الرئيس المنتخب بايدن سيتحرّك ليس فقط من أجل إصلاح الأضرار الأكثر خطورةً التي تسبّبت بها إدارة (الرئيس دونالد) ترامب، لكن أيضاً من أجل فتح المجال أمام البلاد للتقدم"، مشيراً إلى نيّة الرئيس الجديد إعادة بلاده إلى اتفاق باريس للمناخ.

وسيُصدر الرئيس الـ46 للولايات المتحدة مرسوماً يجعل من وضع الكمامة في المقرّات والأماكن التابعة للدولة الفدرالية، أمراً إلزاميّاً، وكذلك عند التنقّل بين الولايات. كما يقضي أحد المراسيم الـ12 المعلن عنها، برفع منع دخول الأراضي الأميركية عن مواطني دول عدّة ذات غالبيّة مسلمة، الذي فرضه ترامب بعد أيّام فقط من توليه منصبه العام 2017.

وتبنّي هذه الإجراءات الأولى عبر مراسيم يسمح للرئيس الجديد بتفادي المرور عبر الكونغرس، لا سيّما مجلس الشيوخ، الذي قد يكون عليه تكريس نفسه لإجراءات عزل ترامب.

تزامناً، بدأ العمل بإجراءات أمنية هائلة في واشنطن، وكذلك في عواصم عدّة ولايات، خشية من أعمال عنف من جانب مؤيّدي ترامب يوم مراسم التولية الأربعاء. وكانت السلطات قد حوّلت العاصمة الأميركية في الأيّام الماضية إلى "ثكنة عسكريّة". وقد نشرت حواجز إسمنتية وأسلاكاً شائكة في المنطقة المحيطة بمقرّ الكونغرس. وأُوقف في واشنطن الجمعة رجل مسلّح مدجّج بالذخيرة خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش الكثيرة المقامة في محيط مبنى الكابيتول.

وعَثَرَت الشرطة معه على مسدّس محشو وأكثر من 500 طلقة ذخيرة. وكانت هناك ملصقات عدّة على شاحنته البيضاء تُدافع عن الحق في حيازة الأسلحة، كُتِبَ على إحداها: "إذا أتوا لأخذ أسلحتك، أعطهم الرصاصات أوّلاً". وأفاد تقرير للشرطة أوردته شبكة "سي أن أن" بأنّ ويزلي آلن بيلر المتحدّر من فرجينيا، كان موجوداً مساء الجمعة عند نقطة تفتيش على مقربة من مبنى الكونغرس.

وكان بحوزته بطاقة اعتماد مزوّرة لحضور مراسم تولية الرئيس المنتخب. وتمّ توقيفه بتهمة حيازة أسلحة ناريّة غير مسجّلة وذخيرة غير قانونيّة. وأوضح بيلر لصحيفة "واشنطن بوست" بعد الإفراج عنه أنه "حدث خطأ بحسن نيّة". وأضاف: "توجّهت إلى نقطة مراقبة بعدما ضللت الطريق في واشنطن، فأنا قادم من الريف". وتابع: "أبرزت لهم شارة الاعتماد التي سُلّمت إليّ".

وأشار إلى أنّه تمّ تعيينه حارس أمن خاص بالقرب من "الكابيتول" وقدّم شهادة صادرة عن رب العمل. وذكرت "واشنطن بوست" أن النيابة لم تعترض على إطلاق سراحه، مشيرةً إلى أنّها أمرت مع ذلك بألّا يتوجّه إلى العاصمة بعد الآن قبل القيام بالإجراءات القانونيّة المتعلّقة به.

وفي غضون ذلك، أكد محقّقو وزارة العدل الأميركية أنّهم لم يجدوا حتّى الآن أي دليل على أن أنصار ترامب الذين هاجموا مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، خطّطوا لاحتجاز مسؤولين منتخبين وقتلهم، وذلك بعدما كان المدّعون قد تحدّثوا خلال جلسة سابقة للمحكمة عن خطّة القتل هذه.

وغالباً ما تكون مراسم التولية مناسبة لتدفّق مئات آلاف الأميركيين إلى العاصمة لحضور الحفل الذي يُقام في الباحة الخارجيّة لمبنى الكابيتول. لكن سيكون للمراسم هذا العام طعم خاص، إذ ستكون الساحة الخارجية الكبيرة أمام الكونغرس مغلقة أمام العامة. ولن يُسمح إلّا لحاملي التصاريح بدخول المنطقة.


MISS 3