مايز عبيد

طرابلس تلتزم في اليوم الرابع على قرار حظر التجوّل

18 كانون الثاني 2021

02 : 00

التزام كامل‬ في أسواق طرابلس

عمّ الإقفال العام مختلف أرجاء طرابلس بشكل عام؛ وذلك في اليوم الرابع على دخول قرار حظر التجوّل حيّز التنفيذ، حيث لا تزال المدينة وأسواقها تحافظ على درجة عالية من الإلتزام منذ اليوم الأول. وبدت الشوارع والأحياء أمس خالية تماماً من حركة المارة، ما خلا حركة خفيفة للسيارات بين الحين والآخر، والتي خرج أصحابها للضرورة، سواء إلى السوبرماركت التي أقفل معظمها أم إلى الصيدليات ومحطّات الوقود. اما في عكار فتسجّل خروقات عدّة لا سيما ضمن القرى والبلدات التي تشهد نسبة التزام ضئيلة إذا ما قارنّاها بمناطق حلبا والعبدة على الطريق العام؛ بينما شهدت المنية التزاماً واسعاً أمس بشكل أكبر من باقي الأيام، وكان لافتاً ايضاً التزام كل من الكورة وزغرتا. وساعد الطقس العاصف على التزام الناس منازلهم، لتبدو حركة السير في مناطق الكورة وزغرتا خفيفة جداً، وغابت أيضاً الحواجز الأمنية لا سيما في فترة ما بعد الظهر بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق الشمال أمس، والتي أدّت إلى تكوّن السيول على الطرقات التي تحول معظمها بحيرات ومستنقعات. شارع عزمي وتجّاره ملتزمون بالإقفال التامّ منذ اليوم الأول.

وقال رئيس جمعية التجّار طلال بارودي لـ"نداء الوطن": "لا شك أنّ أزمتنا كتجّار هي حلقة في سلسلة الأزمات التي تمرّ بها البلاد.. ولقد دخلنا في الخطوط الحمر بعد أكثر من سنة على أزمة "كورونا" وقرارات الإقفال المتكرّرة، وانهيار العملة المحلية وارتفاع سعر صرف الدولار، وفي نفس الوقت هناك وضع صحّي مخيف في البلد لا يمكن تجاوزه".

ويضيف بارودي:"تجارتنا تنهار والمصارف لا ترحمنا. فلا قروض ولا دفعات، ولدينا مسؤوليات مع التجّار والموظفين، ولا نرى بالمقابل أي تعويضات من الدولة. لا أحد يساعدنا أو يساعد موظفينا، أقله بمبلغ 400 ألف الذي طلبناه من وزارة الشؤون عبر البلدية للموظفين، لمساعدتهم في هذه الظروف الصعبة التي نحن لا نعمل فيها". وعن الكلام عن تمديد مهلة حظر التجوّل لأسابيع إضافية يرى بارودي "أنّ هناك معضلة على كافة المستويات ولا نعرف كيف ستنتهي الأمور. ما نعرفه أننا وبسبب الغلاء كنّا نفتح محلاتنا وبالكاد نبيع والخسارات تلاحقنا، فكيف الحال ونحن سنقفل لأسابيع عدة؟". ويعتبر بارودي أن "جميع القطاعات في طرابلس تنهار ونحن مثلنا مثل غيرنا، وما نخشاه هو أن تغلق جميع المحلات والأسواق نهائياً بعد هذا الإقفال، لأن الخسائر المادية كبيرة، والأمل أن يكون هذا الإقفال الأخير.. رحمة بالبلد وبالناس".


إلى ذلك، يمكن تقسيم طرابلس في زمن الإقفال إلى قسمين: طرابلس الجديدة، من شارع عزمي نزولاً نحو المعرض والميناء ومناطق الضمّ والفرز... وطرابلس القديمة والمقصود فيها الأسواق الداخلية والأحياء القديمة. وبينما تسجّل طرابلس الجديدة إن صحّ التعبير نسبة التزام كاملة مقابل طرابلس القديمة التي تسودها بعض الخروقات، إلا أنّ أصحاب المحلات تلك الذين يفتحون أبوابهم في بعض الأحيان، يؤكّدون "انعدام الحركة بالكامل بعدما افتقدت المدينة وأسواقها إلى روّادها؛ إن كان بسبب الغلاء أم بسبب منع التجوّل المفروض. كذلك اختفت من طرابلس مظاهر زحمات السير المعتادة لا سيّما زحمة البدّاوي وطريق الميناء وإشارات (المئتين - عزمي - ساحة النور)، وهي ظاهرة ربما تعدّ من إيجابيات الإقفال العام السائد.


MISS 3