تأكيد اعتقال زعيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب

02 : 00

اعتُقل زعيم فرع تنظيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب خالد باطرفي في تشرين الأوّل الماضي في اليمن، حيث تتواجد هذه المجموعة الجهادية التي تعتبرها واشنطن خطرة جدّاً، بحسب ما أفاد تقرير للأمم المتحدة نُشِرَ الخميس.

والتقرير الذي أعدّه فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة وأرسِل إلى مجلس الأمن، أشار إلى أنّ باطرفي المعروف باسم "أبو مقداد الكندي"، والذي تولّى قيادة تنظيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب قبل عام، اعتُقل خلال "عمليّة في مدينة الغيضة في محافظة المهرة في تشرين الأوّل"، أدّت أيضاً إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي.

والتقرير الصادر عن الفريق المتخصّص بمراقبة الجماعات المتطرّفة، هو أوّل تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي بعد تقارير غير مؤكدة. لكن التقرير لم يكشف مكان تواجد باطرفي ولا عمّا حلّ به بعد ذلك، فيما أكد مصدر محلّي يمني مطّلع على الأمر لوكالة "فرانس برس" صحة ما ورد في التقرير الأممي، لافتاً إلى أن "العملية أنهت دور خالد باطرفي كأمير للقاعدة في اليمن، وقُتِل نائبه سعد العولقي".

وذكر التقرير الأممي أيضاً أنّه "إلى جانب الخسائر التي سُجّلت في قيادته، يُواجه فرع تنظيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب تفكّكاً في صفوفه بفعل انشقاقات قادها بشكل أساسي أحد المساعدين السابقين لباطرفي". لكن التقرير حذّر في الوقت عينه من "التهديد المستمرّ" الذي لا يزال يُشكّله هذا التنظيم في اليمن. وأشار خصوصاً إلى "هجوم كبير" أوقع قتلى في لودر بمحافظة أبين رغم "الهدوء النسبي الذي ساد بعد اعتقال باطرفي".

من جانبه، رأى المحلّل غريغوري دي جونسون الذي ألّف كتاباً عن "القاعدة" في جزيرة العرب أن الأمر "بالتأكيد انتكاسة" للتنظيم، مؤكداً أن اعتقال باطرفي "يعني على الأرجح أن بإمكانه تقديم معلومات استخباراتية هامة للدولة التي تحتجزه". وبحسب جونسون، فإنّ التنظيم "في هذه اللحظة في أضعف مرحلة منذ تأسيسه في العام 2009. ولكن (في السابق) تمّ إضعاف جماعات مرتبطة بـ"القاعدة"، وحتّى القضاء عليها في العام 2004، وعادت مرّة أخرى".

وكان المركز الأميركي لمراقبة المواقع الجهادية "سايت" قد لفت في تشرين الأوّل إلى "تقارير غير مؤكدة" عن اعتقال باطرفي على أيدي قوّات الأمن اليمنية. وباطرفي، الذي يُعتقد أنه في الأربعينات من العمر تولّى قيادة "القاعدة" في شبه جزيرة العرب في شباط 2020، بعد مقتل زعيمها السابق قاسم الريمي في ضربة جوّية أميركية في اليمن.

وتنظيم "قاعدة الجهاد" في شبه جزيرة العرب نشأ العام 2009 وتعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع تنظيم "القاعدة" في العالم. وقد استغلّ الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2014 بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران والسلطة لتعزيز نفوذه في جنوب وجنوب شرقي البلاد. وشنّ التنظيم الجهادي في السنوات الماضية هجمات في اليمن ضدّ المتمرّدين الحوثيين وكذلك ضدّ القوّات الحكومية. وقد تبنّى هذا التنظيم هجمات إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا، خصوصاً الهجوم الدموي الذي استهدف أسبوعية "شارلي ايبدو" الساخرة الفرنسية في باريس العام 2015 والذي أوقع 12 قتيلاً، وإطلاق نار أوقع 3 قتلى العام 2019 في قاعدة مجوقلة أميركية في فلوريدا.


MISS 3