الموسيقى أفضل علاج لقلبك

02 : 00

قد تعطي الموسيقى مجموعة من المنافع على مستوى القلب والأوعية الدموية...

يحب الناس سماع الموسيقى في معظم الأوقات نظراً إلى قدرتها على تأجيج العواطف. إذا كنت ترغب في استرجاع طاقتك وتفاؤلك أو تجديد هدوئك واسترخائك، يمكنك أن تجمع نماذج من الألحان أو المقاطع الموسيقية لمساعدتك على بلوغ الحالة الذهنية المنشودة. تبيّن أن المنافع المرتبطة بالمزاج قد تمتد إلى القلب أيضاً.

يوضح الدكتور أندرو بودسون، وهو مُحاضِر في علم الأعصاب في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد" ورئيس قسم علم الأعصاب المعرفي والسلوكي في "نظام بوسطن للرعاية الصحية": "الدماغ هو الذي ينظّم خفقان القلب واستجابة الهرب أو المواجهة. نتيجةً لذلك، من المنطقي أن تتأثر وظيفة القلب بالموسيقى التي تنعكس على المزاج".

طريقة لتكثيف الرياضة

تنعكس نبضات الموسيقى الحيوية إيجاباً على عوامل عدة مرتبطة بصحة القلب والأوعية الدموية. وفق مقالة نشرتها مجلة "النشرة النفسية" في شباط 2020، يسهم سماع الموسيقى قبل الحصة الرياضية أو خلالها مثلاً في زيادة قوة التحمّل وإعطاء التمارين طابعاً ممتعاً. جمع الباحثون النتائج من 139 دراسة حللت أثر الموسيقى على التمارين الجسدية والرياضة على مر أكثر من قرن. تعود أقدم المراجع إلى العام 1911، وهي تُوثّق تسارع الحركة خلال سباق للدراجات الهوائية على وقع عزف فرقة موسيقية. قد تلهيك الموسيقى عن الأحاسيس المزعجة التي تنتابك حين تمارس تمارين مفرطة وتشعر بالتعب. وقد يفسّر هذا المفعول ما يجعل سماع الموسيقى طريقة فعالة لتخفيف مستوى الإجهاد الذي تشعر به أو حجم الجهود التي يبذلها جسمك.

يستنتج الباحثون أن حجم المنافع التي تعطيها الموسيقى يبقى ضئيلاً. لكن على غرار التمارين الجسدية، يسهل أن تتراكم المنافع تدريجاً. كذلك، ستكون ممارسة الرياضة بانتظام طريقة ممتازة لتحسين صحة القلب.

تذكر أبحاث أخرى أن سماع الموسيقى بإيقاع سريع (بين 170 و190 نبضة في الدقيقة) يحافظ على حيوية القلب ويُخفّض حجم الإجهاد الذي يشعر به الفرد أكثر مما تفعل الموسيقى التي يكون إيقاعها متوسطاً (بين 130 و150 نبضة في الدقيقة) أو بطيئاً (بين 90 و110). من المنطقي أن تختار الموسيقى التي تستمتع بها خلال حصة الرياضة. لكن لتحقيق المنافع المنشودة على مستوى القلب، سيكون اختيار الإيقاع المناسب ضرورياً.

مقاطع موسيقية قد تنقذ حياتك


كل من يشــــارك في دورات الإنعاش القلبي الرئوي يعرف أن أغنية الديسكو الشهيرة Stayin' Alive تضمن الإيقاع المناسب خلال المناورات الإنقاذية. يبلغ إيقاع هذه الأغنية 103 نبضات في الدقيقة ويُعتبر نطاقها مثالياً لحركات الضغط على الصدر (يتراوح إيقاعها بين 100 و120 نبضة).

لكن إذا كان الفرد أمامك يحتاج إلى إنعاش قلبي رئوي، اتصل برقم الطوارئ كي يخبرك المسعف بالخطوات المطلوبة، بما في ذلك احتساب إيقاع الضغط على الصدر.

أداة لتخفيف الألم والقلق


تكشف أبحاث أخرى أن سماع الموسيقى قد يساعد الناس على التكيّف مع الألم المشتق من العمليات المرتبطة بالقلب. في مراجعة نشرتها مجلة "طب الألم" في 29 أيار 2020، حلل الباحثون 14 دراسة حول آثار الموسيقى بعد الخضوع لأي عملية أو جراحة في القلب (وخلالها أحياناً). اختلفت أنواع الموسيقى المستعملة (موسيقى كلاسيكية أو شعبية، جاز...)، لكنها كانت ناعمة ومهدئة في معظمها. استنتج الباحثون أن الموسيقى تسهم على ما يبدو في تخفيف الألم. حتى أنها قد تبطئ إيقاع التنفس وتُخفّض ضغط الدم الانقباضي.

يسمح أطباء القلب في مراكز طبية متعددة للمرضى بسماع الموسيقى التي يختارونها خلال عمليات قسطرة القلب، حيث يُدخِل الطبيب أنبوب القسطرة عبر شريان في الفخذ وصولاً إلى القلب. خلال هذه العمليات، يخضع المريض لشكلٍ من التخدير الواعي، ما يعني أنه يتلقى دواءً للشعور بالاسترخاء والنعاس وتخفيف الألم. تذكر دراسة صغيرة أن سماع الموسيقى التي يختارها المريض بنفسه طوال 20 دقيقة قبل قسطرة القلب يساعده على تخفيف قلقه وألمه. نتيجةً لذلك، لن يحتاج المريض إلى الكمية نفسها من الأدوية خلال العملية.

في النهاية، يستنتج بودسون: "بدأ الخبراء في طب الألم يخففون تركيزهم على محاربة الألم ويفضلون إلهاء الناس عن وجعهم من خلال تحويل انتباههم نحو عوامل أخرى، وقد تشكل الموسيقى مصدر إلهاء ممتع طبعاً".


MISS 3