طوني فرنسيس

ماذا ينتظر حكّام لبنان الفِعليون؟

23 شباط 2021

02 : 00

إستناداً لتحليلات وتوجيهات صاحب القرار حالياً في لبنان، والتي يسارع الكتبة والفرّيسيون، من الأتباع الى ترجمتها، كلٌ من موقعه المحلي وزاويته المصلحية الخاصة، فإنّ الحكومة اللبنانية المنشودة لن تبصر النور قبل اكتمال البدر الإقليمي، والبعض يقول الهلال، بحيث تأتي هذه الحكومة تتويجاً للوقائع التي سيجري تكريسها، لمصلحة مِحور الممانعة الذي تقوده ايران.

الجماعات اللبنانية التي تقول هذا القول وتمارسه، تأخذ عن ايران تجربتها في الصبر الاستراتيجي، لتفرض على اللبنانيين الآخرين القبول بنعمة الصبر من دون حدود واضحة، غير تلك التي يمكن استشفافها في المصلحة النهائية لقيادة المِحور المتجسّدة بشخصيات النظام الإيراني ووليّه الأوحد. أمّا المواضيع الثانوية الأخرى، من نوع انهيار البلد اقتصاداً واجتماعاً ومصارف وصحّة وتعليماً، والتي تحتاج آليات حكومية لمعالجتها بالسرعة القصوى، فيمكنها الانتظار شهراً وسنة، بل و300 سنة إن لزم الأمر. وحتى ذلك الحين، لا بأس بأن يتسلّى اللبنانيون، العظماء منهم، بالدفاع عن حقوق طوائفهم، وتهديد بعضهم البعض وتطيير الماعز والتماسيح، وتمريغ القضاء... ومن وقت لآخر استحضار خليةٍ ارهابية هدفها استئصال مذهب بكامله أو شعبٍ بقضّه وقضيضه!

وإكتمال البدر الإقليمي لمصلحة الطليعة الإيرانية عليه انتظار مساعي بلينكن ومالي بقيادة بايدن، من اجل استئناف مفاوضات استمرار العمل بالإتفاق النووي مع ايران، وتحت خيمة هذه المساعي علينا، كشعبٍ لبناني منخرط في كلّ معارك المنطقة، أن ننتظر حصيلة ما سيجري في المحطّات الأساسية التالية:

ـ هل سيتمكّن الحوثي من حسم معركة مأرب خلال وقت مريح؟

ـ من سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية في 23 آذار المقبل؟ نتنياهو أم خصومه من أصدقاء بايدن؟

ـ هل سيتمّ التمديد بأريحية وراحة للرئيس بشّار الأسد في نيسان المقبل ليستمرّ رئيساً حتى عام 2028 قابلة للتجديد؟

ـ ماذا ستكون نتيجة الانتخابات الايرانية التي تعقب السورية مباشرة؟ وهل ينتهي دور إصلاحيي روحاني لمصلحة أصوليي النظام؟...

ـ على اللبنانيين انتظار هذه المحطّات قبل أن يتنعّموا بولادة حكومتهم المأمولة، وعليهم أن ينسوا منذ الآن قصص الانتخابات النيابية الفرعية منها أو المبكرة أو الأصلية، وعليهم أن يتمرّنوا على فكرة تعيين رئيس للجمهورية، إثر فراغ طويل... ويفضّل التعيين من دون فراغ...

- هذه عملياً خلاصات أصحاب القرار في لبنان، بعد الانهيار والإنفجار والجوع، وما على المحكومين الا سلوك ما يرونه مناسباً، على قلّة المسالك وانعدامها.