مايز عبيد

تفاهم سياسي طرابلسي على كفّ يد نهرا... والحريري على خطّ الأزمة

27 شباط 2021

02 : 01

اعتصام رفضاً لوجود المحافظ نهرا

مرّت الجمعة الطرابلسية بسلام وهدوء، خِلافاً لما كان عليه الوضع والتجييش الحاصل ليل الخميس، والدعوة إلى تظاهرة حاشدة أمام مبنى السراي للمطالبة برحيل محافظ لبنان الشمالي رمزي نهرا، والذي يصفه رأي عام واسع في طرابلس بأنّه رمز الفساد.

هذه التظاهرة أتت عقب الخلاف الذي نشأ بين محافظ الشمال ورئيس بلدية طرابلس رياض يمق على خلفية التحقيق بملفّ حريق مبنى البلدية، وسط تخوّف من تحوّل الخلاف نزاعاً مذهبياً طائفياً في طرابلس، خصوصاً مع تعثّر عملية تشكيل الحكومة والخلاف المتصاعد بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحرّ" عليها، الذي بدأ يأخذ أشكاله على الأرض ويتمظهر بشكل خلاف طائفي في البلد. وكانت القوى الثورية والمدنية في طرابلس والشمال تداعت إلى تظاهرة حاشدة تنطلق بعد صلاة ظهر الجمعة من أمام جامع الصديق المقابل لسراي طرابلس، إلى ساحة عبد الحميد كرامي (النور) المجاورة، حيث يقام اعتصام هناك رفضاً لوجود نهرا على رأس المحافظة في طرابلس والشمال، وللتأكيد على أنّ الشعب الطرابلسي لا ولن يرضى بوجوده غير المرغوب فيه بين أبناء المنطقة؛ وكذلك للتأكيد على رفض ما قام به نهرا من اعتداءٍ على رئيس بلدية طرابلس رياض يمق والذي يُعتبر مثابة اعتداء على طرابلس جميعها.


لافتات تصفه بالحرامي ورمز الفساد


خطبة الجمعة

يوم الخميس، اجتمعت القوى الإسلامية في طرابلس وفاعليات المدينة، وندّدت بما حصل مع رئيس البلدية من قِبل المحافظ، ودعت إلى إقامة خطبة الجمعة في مسجد الصديق القريب من مركز السراي، وأن يؤمّ المصلين القائم بأعمال مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام. لكنّ إمام اعتذر عن الأمر، فأُسندت المهمّة إلى الشيخ بلال بارودي، على أن تتمحور الخطبة بمجملها على التأكيد بأنّ مدينة طرابلس ترفض وجود رمزي نهرا. وبالفِعل، أمّ الشيخ بلال بارودي المصلّين، وأطلق خلال الخطبة - التي احتشد الطرابلسيون وأهالي الشمال لحضورها - جملة مواقف، أعلن في خلالها "أنّ مدينة طرابلس ترفض المسلم الفاسد وتقف مع المسيحي العادل، فكفى تشويهاً لصورة المدينة". أضاف: "مدينة طرابلس بلا شكّ ستلفظ الفاسدين كائناً من كانوا. فما أحلى السرايا وكل مؤسسات الدولة وما أجملها عندما تكون خالية من الفساد ومن الفاسدين".

وبعد انتهاء الخطبة، انطلقت جموع المصلّين والمحتشدين إلى أمام السراي، حيث تم تنفيذ اعتصام سلمي، حمل فيه المحتشدون لافتات تصف محافظ الشمال رمزي نهرا برمز الفساد وبأنّه "حرامي".

وبالعودة إلى ليل "التحمية" - الخميس، والنهار التالي "الجمعة" الذي مرّ بهدوء خلافاً للمتوقّع، ففي معلومات خاصة بـ"نداء الوطن"، جرت محاولات ليلية واتصالات عالية المستوى بين أكثر من طرف، لتطويق الوضع وعدم خروج الأمور بعد صلاة ظهر الجمعة عن السيطرة. فرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري دخل على خطّ الأزمة من بدايتها، وأكّد لرئيس بلدية طرابلس رياض يمق بأنه لا يقبل بما جرى معه وأنه يقف على خاطره، كذلك فعل الرئيس نجيب ميقاتي عندما اتصل بوزير الداخلية محمد فهمي. وتضيف المعلومات بأن اتصالاً مسائياً جرى بين الرئيسين الحريري وميقاتي وطُلب بعدها من المفتي محمد إمام إجراء العديد من الإتصالات مع القوى السياسية والمدنية من أجل أن يمرّ النهار الطرابلسي بهدوء. وبُعيد الإتصال، أُفهم فهمي بأنّ وجود نهرا في طرابلس لم يعد مقبولاً، وعلى فهمي ايجاد الآلية القانونية لذلك في الأيام المقبلة، وربّما بقرار يصدر عن وزير الداخلية لكفّ يد المحافظ عن تسيير شؤون المحافظة. ومن حيث لم يكن متوقّعاً، لاقى تصريح النائب فيصل كرامي أمس هذا الموقف أيضاً.


MISS 3