انطلق مهرجان برلين السينمائي أمس بنسخة افتراضية بالكامل مع فيلم "دفاتر مايا" الذي اضطر مخرجاه الزوجان جوانا حاجي توما وخليل جريج لمواجهة تبعات الانفجار المدمر في مرفأ بيروت والجائحة لإنجاز أول عمل لبناني يتنافس على جائزة "الدب الذهبي" منذ أربعة عقود. حمل الفيلم عنوان "ميموري بوكس" بالإنكليزية وهو من بين 15 عملاً مشاركاً في المنافسة على الجائزة الكبرى التي يمنحها الجمعة المهرجان.
وتعود آخر مشاركة لفيلم لبناني بالمسابقة الرسمية للمهرجان إلى 39 عاماً، مع "بيروت اللقاء" للمخرج برهان علوية.
ويستند فيلم "دفاتر مايا" الى وقائع حقيقية تتناول اكتشاف مجموعة رسائل وأشرطة كاسيت كانت حاجي توما أرسلتها إلى صديقة لها في ثمانينات القرن العشرين إبان الحرب اللبنانية.
ويصل الطرد المشحون برائحة الماضي إلى مونتريال في منزل مايا وهي لبنانية هاجرت إلى كندا تعيش مع ابنتها المراهقة أليكس، ما يدفعها للبوح عن تجاربها في فترة الحرب.
وقالت حاجي توما: "نحن لا نشارك تاريخاً موحّداً في لبنان ولم نُعِد التواصل بيننا كمجتمع، ونحاول العمل على ذلك من خلال الفنون والأفلام". وتضيف: "سلّطنا الضوء على جيل أراد أن يعيش ويحب ويحلم".
وكانت حاجي توما تعمل مع زوجها على الفيلم في بيروت عندما عصف انفجار مئات الأطنان من نيترات الأمونيوم بالمرفأ في الرابع من آب الفائت ما أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وجرح الآلاف، مخلّفاً الدمار والفوضى في أنحاء واسعة من العاصمة اللبنانية. ولفتت إلى أنّ الإنفجار دمّر شقتهما والاستوديو الفني وشركة الإنتاج التي يملكانها، مردفة: "لا نريد أن نتعافى هذه المرة. لا نبغي هذا الصمود بل علينا المحاسبة".
وأشار المخرجان الزوجان إلى أن الانفجار أعاد إليهما ذكريات الحرب اللبنانية، فيما عقّدت جائحة كوفيد - 19 إنجاز تصوير العمل ومرحلة ما بعد الإنتاج.
ولفت جريج (52 سنة) إلى وجود أوجه شبه كبيرة بين صناعة الأفلام والعالم الحقيقي. وقال: "انهار عالمنا كله مع الانفجار وبقي الفيلم يردد صدى حاضرنا".
وحرم فيروس كورونا الزوجين من فرصة السير على السجادة الحمراء في مهرجان برلين السينمائي.
ويأمل منظمو المهرجان إقامة عروض للعامة وحفل توزيع للجوائز في حزيران المقبل إذا سمحت الظروف الوبائية بذلك.
وقالت حاجي توما "الأمر صعب للغاية لأننا لم نشارك الفيلم حتى مع طاقمنا وفريق عملنا وممثلينا، والآن مع الجمهور. لكننا أيضا سعداء بأن نكون جزءاً من المنافسة".