حريق نوتردام يحثّ على "العودة إلى الصالات الكبيرة"

02 : 00

أطلق المخرج جان جاك آنّو في بورج وسط فرنسا تصوير فيلمه الذي يتناول حريق كاتدرائية نوتردام في باريس في 15 نيسان 2019. وأوضح أنه يطمح إلى تحفيز الجمهور على "العودة إلى الصالات الكبيرة" لحضور قصة "مذهلة" من المقرر أن تطلق عروضها في نيسان 2022.

كيف أعددت لهذا الفيلم؟

لقد قابلت الجميع، كل رجال الإطفاء، الكبار والصغار، من الجنرال إلى العريف. إنه فيلم يتضمن عناصر سينمائية مذهلة... لم أكن لأجرؤ على إدخال هذه الأحداث الدرامية لو لم تكن محكمة الارتباط بالحقيقة. لم أكتب يوماً نصاً بهذا القدر من السعادة. هذا السيناريو يعكس 98% من حقيقة الواقع.

هل سيكون لفيلمك بالتالي بُعد وثائقي؟

ستكون نسبة قليلة من الفيلم عبارة عن لقطات أرشيفية، التقطت بهواتف محمولة أو لقطات تلفزيونية. نحن لا نروي القصص، إذ يكفي أن نتبع الواقع الغريب وأحيانًا الهزلي. كيف يجرؤ البعض على القول إن أربعة عناصر إطفاء كانوا موجودين في الآلية الأولى التي توجهت لإنقاذ هذه الكاتدرائية، بينهم اثنان لم يسبق أن تعاملا مع حريق وفتاتان؟ فنسبة الإناث بين عناصر الإطفاء لا تتعدى واحداً في المئة، كانت اثنتان منهم موجودتين في الآلية.

سيجسّد رجال الإطفاء الشخصيـــــــــــــات الرئيسة؟

هذا ما نسميه فيلم جوقة، فالشخصية الرئيسية، أو النجمة، هي نوتردام. وكأنني أروي قصة ضحية تحتضر، ولا يصل الأطباء... الحمد لله، إنها "نهاية سعيدة". ويسلّط العمل الضوء على الذين ساعدوا في إنقاذ الكاتدرائية، خصوصاً المجموعة المكونة من أربعة عناصر شابة. بقوا وحدهم لمدة عشرين دقيقة ونجحوا في تبريد الدعائم التي لو لم يتم تبريدها لكانت التوَت، ولكانت الكاتدرائية انهارت تحت ثقل 500 طن.

لماذا اخترت كاتدرائية بورج لتصويـــــــــر بعض المشاهد؟

بعد زيارة كل الكاتدرائيات في فرنسا عملياً، تساءلنا عن المكان الذي لا يبدو الأفضل فحسب، بل الذي يتوافر فيه الجانب الغنائي والشاعري ويستحضر روحانية نوتردام. الجميع صوتوا لبورج. في كل مرة يدخل فيها المرء هذه الكاتدرائية يشعر بالرغبة في التصوير وهذا الأمر رائع بصراحة.

ما الذي دفعك إلى إخراج هذا الفيلم؟

أنا صديق قديم لمجموعة "باتيه"، وجيروم سيدو هو الذي سألني إذا كنت مهتماً بفيلم وثائقي. أعطاني الوثائق، وكدت اتصل به في الليلة نفسها لأبلغه بموافقتي، ولأطلعه كذلك بأن الفيلم لن يكون وثائقياً! أنا ممتن للغاية لأنني تمكنت من صنع فيلم مهم وبوسائل ممتازة.

ما هو طموحك؟

السينما موجودة منذ أكثر من مئة عام، تخللها الكثير من الأعمال الرائعة. لكن ما الفائدة إذا لم نفكر قليلاً لنقوم بشيء أكثر جرأة؟ لذا أظهرنا مكامن العوامل الخطرة كالنار بوجهة إخراجية مختلفة. سلّطنا الضوء أيضاً على الهدير المرعب، وهو يشبه إلى حد ما الكاتدرائية التي كان في الإمكان سماع الأصوات الصادرة منها على مسافة كيلومترات عدة.

يبدو أنك مهتم بهذا البعد المشهدي.

يجب جعل الناس يرغبون في العودة إلى قاعة كبيرة لمشاهدة عرض سينمائي حقيقي. تكمن روعة كاتدرائية بورج في رؤيتها على الشاشة الكبيرة، لأن مشاهدتها على الهاتف المحمول لا تبثّ الانطباع في النفوس. 


MISS 3