نتنياهو يهاتف ولي عهد أبوظبي... و"صندوق استثماري" إماراتي في إسرائيل

02 : 00

نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس أمس (أ ف ب)

بعدما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة كانت ستكون تاريخية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في قرار أُعيد إلى "صعوبات في تنسيق رحلته" مع المملكة الأردنية الهاشمية في شأن عبور مجالها الجوّي، تكلّم هاتفياً مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس، وبحثا "تقدّم العلاقات الثنائية في ضوء معاهدة السلام التي تمّ توقيعها بين البلدَيْن".

وفي هذا الصدد، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش، الذي حضر مراسم تدشين الممثلية الديبلوماسية لبلاده في القدس، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: "تحدّثت للتوّ مع الشيخ محمد بن زايد، وهو زعيم عظيم، واتفقنا على 3 أشياء: أوّلاً، على أنّني سأقوم بزيارتي قريباً جدّاً، وثانياً، سنعمل على دفع جواز السفر الأخضر بين إسرائيل والإمارات قدماً، وثالثاً، وهذه هي أخبار هامة جدّاً بالنسبة إلى مواطني إسرائيل، الإمارات تنوي الإستثمار في مشاريع مختلفة في دولة إسرائيل وبوسائل متنوّعة، بمبلغ طائل يُقدّر بـ10 مليارات دولار".

وبالفعل، فقد أعلنت الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار بهدف الإستثمار في إسرائيل في قطاعات مختلفة. ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام" أنّه من خلال الصندوق، ستقوم الإمارات بالإستثمار "ضمن قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها"، في الدولة العبرية. وبحسب الوكالة، فإنّ الصندوق سيتمّ تمويله "من مخصّصات من الحكومة ومن مؤسّسات القطاع الخاص".

وأكد البيان أن الخطوة تهدف إلى "تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إثنين من الاقتصادات المزدهرة في المنطقة وفتح المجال للإستثمارات وخلق فرص الشراكة لدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي في البلدَيْن والمنطقة"، في حين أعلنت مجموعة "ايدج" الإماراتية لتصنيع الأسلحة توقيع مذكّرة تفاهم مع شركة الصناعات الجوّية الإسرائيلية لتطوير "نظام دفاعي متقدّم" ضدّ الطائرات بلا طيار، خصيصاً لسوق الإمارات، مشيرةً إلى أن النظام "يُقدّم عدّة فوائد واسعة النطاق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها".

وبينما أشار بيان أصدره مكتب نتنياهو في وقت سابق إلى "تأجيل" الزيارة "بسبب صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية"، موضحاً أنّ الصعوبات "نبعت كما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني" الأمير الحسين بن عبدالله "إلى الحرم القدسي الشريف"، عاد نتنياهو ليؤكد خلال المؤتمر الصحافي أنّ زيارته إلى الإمارات "لم تتمّ بسبب سوء تفاهم مع الأردن".

وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من باريس أن ولي العهد الأردني كان ينوي القيام "بزيارة دينية" إلى "الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، وهي مناسبة دينية ذات مغزى كبير لجميع المسلمين". وأضاف: "كنّا اتفقنا مع إسرائيل على الترتيبات لهذه الزيارة وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة أن إسرائيل أرادت أن تفرض ترتيبات جديدة وأن تُغيّر برنامج الزيارة، ما كان سيُضيّق على المقدسيين في ليلة هي للصلاة والعبادة".

وتابع الصفدي أن ولي العهد الأردني قرّر "أن لا يسمح بالتضييق على المسلمين في هذه الليلة المباركة". وأردف أن "الحرم القدسي الشريف... المسجد الأقصى المبارك بمساحته كلّها... مكان عبادة خالص للمسلمين ولا سيادة لإسرائيل عليها، هي في القدس المحتلّة، وبالتالي لا نقبل بأي تدخّل إسرائيلي في شؤونها".

وعلى خطّ التجاذب الأميركي - الإيراني، أخذت طهران على الولايات المتحدة عدم تغيير سياسة "الضغوط القصوى" عليها، التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، محذّرةً من أن ذلك "لن يُحقّق أي خرق ديبلوماسي". وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على "تويتر": "تؤكد الولايات المتحدة أنّها تُفضّل الديبلوماسية وليس سياسة ترامب الفاشلة بممارسة ضغوط قصوى"، مضيفاً: "لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتباهى بمنع كوريا الجنوبية من تحويل أموالنا للسماح لإيران بشراء مواد غذائية وأدوية".

وكان بلينكن قد شدّد خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النوّاب الأربعاء على أنّ واشنطن لن ترفع أيّاً من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الإلتزامات المنصوص عليها في الإتفاق النووي، معتبراً أنّ الكرة في هذا الملفّ هي الآن في ملعب الجمهورية الإسلامية. وردّاً على سؤال من أحد النوّاب عمّا إذا كان وزير الخارجية يتعهّد عدم تقديم أيّ تنازل لإيران لمجرّد انتزاع موافقتها على قبول الدعوة الأوروبّية للحوار مع واشنطن، أجاب بلينكن: "نعم".

وخلال جلسة الاستماع، أكّد بلينكن أنّ ما يُحكى عن أنّ الإدارة الأميركية أعطت ضوءاً أخضر لدول معيّنة، مثل كوريا الجنوبية أو العراق، للإفراج عن مليارات من الدولارات من أموال النفط الإيراني المجمّدة لديها بموجب العقوبات الأميركية، ليس سوى "معلومات خاطئة".

وفي الملف اليمني، دانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة في بيان الهجوم الحوثي المتواصل على مدينة مأرب اليمنية والتصعيد الكبير للهجمات التي يشنّها المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران ضدّ السعودية. وجدّدت الدول الخمس "التزامها الراسخ بأمن الأراضي السعودية وسلامتها، وإعادة الإستقرار والهدوء على طول الحدود السعودية - اليمنية".


MISS 3