روي أبو زيد

باسكال صقر: فلنمتنِع عن "تأليه" الزعيم لبناء "لبنان الحلم"

16 آذار 2021

02 : 00

رافقت الفنانة الوطنية والثائرة باسكال صقر بأغنياتها اللبنانيين في الحرب والسلم. تؤمن اليوم بأن لبنان سيستمر بفضل طاقات شعبه ليتحقق الوعد ببناء وطن الحلم. "نداء الوطن" التقت صقر فأفصحت عن هواجسها الفنية والوطنية في هذا الحوار.


لماذا إطلالاتك الاعلامية قليلة؟

بسبب الظروف الحياتية المتردّية والإبادة الإقتصادية والإجتماعية التي نعيشها يومياً. كذلك، لم نلقَ الدعم الكافي وسط الأنواع الفنية الجديدة التي برزت حديثاً.



لماذا لا تصدرين أغنيات جديدة؟


أنا بطور الإستماع لأعمال غنائية جديدة، لكنّ بعض الجمل الموسيقية مكرّرة، فضلاً عن غزو شركات الإنتاج التي قلّصت عملنا المبنيّ على مبادرات فردية.



كيف تقيّمين المستوى الفني اليوم؟


لم يتبدل الفن في لبنان منذ 25 عاماً. وأثّر غزو الشركات الإنتاجية الكبيرة كـ"روتانا" مثلاً على عملنا بشكل سلبي مع غياب الدعم وتراجع القدرة الانتاجية. هذا الواقع محزن جداً، فالناس كانت تخاطر بحياتها للمشاركة في الحفلات الفنية تحت القصف إبان الحرب اللبنانية. أمّا اليوم، فتحول الفنان الى وسيلة للتسلية بعد أن كان مصدراً للتثقيف. أنا لست ضد هذا الفن الترفيهي الشبابي الجديد، ولكنّ خطّنا الغنائي تأثّر به بطريقة غير مباشرة.



الى من تستمعين من الفنانين؟


أستمع الى الأغاني الأجنبية إذ لا يطيب لي ضبط الراديو على المحطات العربية لتحاشي الاطلاع على نشرات الأخبار والتأثر بالجو العام. من هذا المنطلق أتابع غالباً البث على ترددات "CIEL FM" و"NOSTALGIE" وغيرها. وأصغي الى الترانيم في الوقت الحالي راجيةً الله أن ينقذ لبنان.

وتلفتني الأغنيات الكاملة المتكاملة من حيث اللحن والتوزيع والاداء، بغضّ النظر عن الكلمات غير المفهومة غالباً. تنجذب أذني الموسيقية الى الفن الجميل والراقي.






غنيت "وعد يا لبنان"... كيف نحقق الوعد؟


كانت قضيّتنا الدفاع عن وطننا ضد أيّ غريب أو عدو. حمينا لبنان بأغلى ما نملك وبقينا أوفياء له. ولكنّ يصر المسؤولون على تغليب مصالحهم الفردية على حب الوطن. يجب إعلان الولاء لبلدنا متعالين عن صغائر الأمور ومتحرّرين من الأفكار الشريرة ومتخطّين الطائفية، وممتنعين عن تأليه الزعيم كي نحقّق الوعد ببناء لبنان الحلم. سيستمر وطننا بفضل شعبه الحي على أرضه أو حتى في بلدان الإغتراب.



لو امتلكت عصا سحرية ماذا تفعلين؟


أحمل عصاي السحرية لمحاسبة جميع المسؤولين، تنظيم إنتخابات نيابيّة مبكرة بحسب قانون إنتخابي عادل، بناء دولة قوية قائمة على أسس طاقات الشباب وإبداعهم وتشجيع السياحة الدينية التي يتميّز بها وطننا. ولا ننسى فضل المغتربين اللبنانيين الذين يحيون البلد بتحويلاتهم المادية.



هل حققت الثورة أهدافها؟


السلطة متجذّرة منذ ثلاثين عاماً ولن "تنقلع" في عام واحد. لكنّ الأهداف بدأت تتحقق وحجارة قصورهم تتساقط يوماً بعد يوم.



أتفكّرين بالهجرة؟


الوضع مأسوي في العالم كلّه بسبب انتشار فيروس "كورونا"، لكني متمسّكة بوطني وبهذا الشعب الراقي والمناضل والثائر والمؤمن بالغد الأفضل. ولا بدّ أن تنكسر المنظومة الفاسدة وأن يتحرر لبنان من جديد.



كيف تقرأين أثر "كورونا"؟


أدرك الإنسان حجمه الحقيقي بعد أن ظنّ أنه فاق الله قدرة وقوّة. ولاحظنا أنّ الناس باتت تصلّي أكثر وتلجأ الى خالقها لا سيما في أوروبا وأميركا.



ما هو حلمك؟


أنا لا أحلم لأني واقعية ومؤمنة، متّكلة على الله وأسلّمه كلّ أموري.



من مثالك الأعلى وما هي حكمتك في الحياة؟


يسوع المسيح هو مثالي الأعلى، فهو إله المحبة والسلام والتواضع والمسامحة. أما حكمتي في الحياة: "أعطنا خبزنا كفاف يومنا". قالها لنا المسيح رافضاً الطمع، ونبّهنا من أنّ المال لا يشتري السعادة والدليل أنّ الفقراء ومتوسطي الحال يفوقون بعض الأغنياء فرحاً. لذا علينا الحفاظ على راحة الضمير والعيش بحسب تعاليم الرب.


MISS 3