روي أبو زيد

ختام اللحام: لا أحد مقدّراً في وطنه ولست ضدّ الأعمال المشتركة

17 آذار 2021

02 : 00

نجحت الممثلة المخضرمة ختام اللحام في خطف اهتمام الجمهور بعدما تميّزت بالأدوار التي قدمتها في الدارما المحلية والعربية، فتحولت الشخصيات التي تجسّدها الى مشاهد تُدرّس. "نداء الوطن" التقت اللحام فدار هذا الحوار.

كيف تثبتين وجودك كممثلة على الساحة الدرامية؟

نحن نعمل وسط ظروف صعبة جدّاً، بدءاً من إقفال الطرقات مروراً بانتشار فيروس "كورونا" وغيرها. لكننا نقدم أعمالنا بكل حب لايصالها بأفضل صورة الى المشاهد بجهود فريق عمل كامل متكامل من مخرج وكاتب وممثل ومصوّر.

أخبرينا عن تجربتك في المسلسلين الميلاديين "إم البنات" و"ع اسمك".أنا سعيدة جداً بالمشاركة وفخورة بتجسيد هذه الأدوار في الشهر المجيد. على الممثل أن يجدّد دائماً الشخصيات التي يقدّمها وأن يكون حاضراً لتأدية أي دور مستفزّ يُعرض عليه.

ماذا عن دورك في المسلسل الجديد "راحوا"؟

لا يمكنني الإفصاح عن الكثير، فالعمل محاط بسرية تامة. لكني سأكون في إحدى العائلات التي تتخبّط بظروف صعبة. مع الاشارة، الى أنّ إنتاج المسلسل ضخم وقد تمّ شراؤه ليُعرض على إحدى المحطات الأجنبية.

كيف تقيّمين مستوى الدراما المحلية؟

تقدّمت الدراما المحلية وحقّقت نجاحات عدة بفضل المخرجين والممثلين والكتّاب "القبضايات" الذين يعملون بكلّ حب ومهنية واحتراف. وأضحت المادة حجر الأساس الذي يبرز الأعمال الدرامية المحلية، على سبيل المثال لا الحصر "ثورة الفلاحين" و"ثواني". لذا، يبقى الإنتاج مهماً لضمان استمرارية الدراما وقطف ثمار نجاحاتها. ويساهم المنتجون كجمال سنّان، صادق الصبّاح، نديم مهنا، "غولدن فيلمز" وغيرهم في تعزيز قدرة الدراما الإنتاجية.





ما رأيك بالدراما العربية المشتركة؟

بات هذا النوع من الأعمال مفروضاً علينا، وأنا لست ضده. وتعمد المحطات المحلية الى المطالبة بعرض مسلسلات الـ"PAN ARAB". لكن هناك بعض الهفوات التي يجب التنبّه إليها، إذ لا يمكن أن تكون الأم لبنانية والوالد سوري وابنهما لبنانيّ! ففي مسلسل "الهيبة" الذي حقّق نجاحاً منقطع النظير وعُرِض على أكثر من محطة محلية وعربية وأجنبية، نلاحظ أنّ عائلة جبل شيخ الجبل تتكلّم اللهجة السورية، بينما عائلتي وباقي أهل الضيعة يتحدّثون اللبنانية وتحديداً اللكنة البقاعية.

من الممثل الذي برز نجمه في الدراما المشتركة السوري أو اللبناني؟

يفرض الممثل نفسه من خلال الأدوار التي يقدّمها، بغض النظر عن جنسيته. فمثلاً نادين نجيم وسيرين عبد النور وماغي بو غصن وغيرهنّ نجحن مع الممثلين السوريين والعكس صحيح. جنسيّة الفنان في حبّ الجمهور له.

من هي الأسماء اللبنانيّة التي تعتبرينها رائدة في عالم التمثيل؟

يوسف الخال، يورغو شلهوب، باسم مغنية، كارلوس عازار، عمار شلق، مازن معضم، نيكولا مزهر، نيكولا معوّض وغيرهم. أمّا بالنسبة للممثلات، فأحب كثيراً سيرين عبد النور، نادين نجيم، نادين الراسي، ماغي بو غصن، كارين رزق الله، ستيفاني عطالله وريتا حايك وغيرهنّ.

لماذا تختارين تجسيد أدوار من كتابة كلوديا مرشيليان؟

تضع مرشيليان الأصبع على الجرح، فهي الوحيدة التي تتحدّث بلغة الشارع وتعكس الواقع الموجع بحذافيره. أحب البساطة في نصوصها المنسوجة بلمستها الإبداعية.

كيف تنفّذين دورك المكتوب وتعكسين الشخصية بأبعادها؟

أتحدى نفسي دائماً في الأدوار التي أؤديها. بعض الشخصيات تستفزّني فأدرس خلفياتها وأحاول تجسيدها في رأسي بدايةً قبل تنفيذها في موقع التصوير.

جسّدت العام الفائت دور عمياء في مسلسل "لو ما التقينا" وأمضيت اياماً عدة برفقة إمرأة عمياء وركّزتُ على تصرّفاتها، لغة جسدها والتفاصيل المهمة في بناء الشخصية، كي أنجح في لعب الدور بالشكل المناسب.

يراقب الممثل "الشاطر" "كاراكتيرات" المحيطين به من أفراد عائلته وأصدقائه ويخزّنها، ليتمكّن من تنفيذها بإحساس في الوقت المناسب.

هل أنت مقدّرة في لبنان؟

ومن منّا مقدّر في وطنه؟ هل أنتم كإعلاميين مقدّرون؟ للأسف السياسيون يهتّمون بمآربهم الفردية متناسين وجع شعبهم. كلّ شيء كذبة في لبنان. لكن "كتّر خير الله" نواصل جهودنا في ظلّ الضبابية التي تحيط بنا من كلّ حدب وصوب.

إذاً أنت مؤمنة بهذا الوطن؟

بالطبع. أدرك أنه سيعود أفضل مما كان عليه في السابق. الله يحب لبنان ولن يتركه. كما أنّ شعبنا جبّار ويرفض الذلّ والمهانة.

هل حققت ثورة "17 تشرين" اهدافها؟

قتلوها عبر تسييسها، لكنها خرقت في مكان ما جدار الصمت الذي كنا نعيش فيه. يعاني اللبنانيون من الذلّ والقهر والفقر والألم. أيعقل ما يحصل على ابواب السوبرماركت؟ هل هذا هو اللبناني ذائع الصيت في العالم أجمع بثقافته وإبداعه ونجاحاته؟

ما الذي تقولينه للأمهات الثكالى اللواتي فقدن أولادهنّ في إنفجار الرابع من آب؟

"الله يصبّركن". لا أجد الكلمات المعبّرة عن هذا الوجع. تضرر منزلي من الانفجار وأتأثر جدّاً حين أتذكر تلك اللحظات الأليمة والمخيفة. نحن نعيش أياماً تفوق بصعوبتها زمن الحرب الأهلية لأنّ حرب الرغيف أصعب من حرب القذائف. يقول زياد الرحباني: "أنا لست كافراً بل الجوع هو الكافر". أتمنى الخير للعالم أجمع، وأن تعود أيام "العز" الى بلدنا.

كيف أثّرت الجائحة على طبيعة الحياة؟

علّمتنا الصبر والإيمان. وبتنا نعيش في عزلة تامة ونأمل عودة الايام المنصرمة.

من هو مثالك الأعلى؟

زوجي، فهو داعمي الأول ومثال للصدق والوفاء والحب الحقيقي. وقف الى جانبي طوال 34 عاماً ولم يخذلني يوماً.


MISS 3