فادي سمعان

"نبحث عن وجوه جديدة لتدعيم صفوف منتخب لبنان"

طه لـ "نداء الوطن": مهمّتنا صعبة لكنها ليست مستحيلة

20 آذار 2021

02 : 02

جمال طه
رأى المدير الفني لمنتخب لبنان لكرة القدم جمال طه أنّ توقف الدوريّ اللبناني لفترات طويلة ومتقطّعة بسبب الإقفال العام إنعكس سلباً على مسيرة المنتخب الذي تنتظره إستحقاقات مهمّة داهمة، كاشفاً أنّ هذا التوقف لا يساعدُ في تقييم اللاعبين بشكل سليم لأنّ جميعهم تراجع مستواهم الفنّي والبدنيّ في ظلّ الأزمات الخانقة المتلاحقة والظروف الصعبة المحيطة.

طه تحدّث أولاً عن تحضيرات منتخب الأرز للتصفيات المزدوجة "كأس العالم 2022 وآسيا 2023"، فقال: "سنغادر صباح غد الأحد الى دبي لخوض مباراتين ودّيتين، الأولى مع المنتخب الأردنيّ في 24 الجاري، والثانية مع المنتخب الكويتيّ في 29، ويتخلل هاتين المباراتين معسكرٌ يتضمّن حصّتين تدريبيتين صباحية ومسائية بهدف الوصول الى الجهوزية المطلوبة في المرحلة الأولى". أضاف: " لاعبو المنتخب المحليون هم تحت ضغط أكبر لأنّ بطولة لبنان توقفت لفترة طويلة، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على أدائهم الفنّي على أرض الملعب، على عكس اللاعبين المحترفين في الخارج الذين هم أكثر حضوراً بدنياً وذهنياً وفنياً لانهم منتظمون في التمارين والمباريات".

وتابع: "لدينا متّسعٌ من الوقت للتحضير، وسنحاول إيجاد التوليفة المناسبة التي تقودنا الى النجاح المنشود، وما سيساعدنا هو عودة الحياة الى الملاعب، وعندها سيعود اللاعبون المحترفون الى أنديتهم، فيما سيشارك اللاعبون المحليون في منافسات البطولة السداسية، إضافة الى أنّ لاعبي فريقَي العهد والأنصار سيشاركون في مسابقة كأس الإتحاد الآسيويّ". وحول ما اذا كان المعسكر في دبي سيضمّ اللاعبين المحترفين في الخارج، أجاب: "سيلتحقُ به الكسندر وفيليكس ملكي وهلال الحلوة وماجد عثمان، أمّا جوان العمري وربيع عطايا وقاسم الزين فسيغيبون بسبب إجراءات وباء كورونا في البطولات التي يحترفون فيها". وعن حظوظ لبنان في التصفيات، أقرّ طه بأنّ هناك صعوبة مقارنة بالمجموعات الباقية، لكن لا مستحيل في عالم كرة القدم، "ولدينا أولاً مباراة ضدّ سريلانكا، ثم ضدّ تركمانستان، والهدف هو أن نحرز النقاط الستّ من هاتين المباراتين، وبعدها سنواجه كوريا الجنوبية، وعندها سيكون لكلّ حادث حديث".

لاعبونا الشباب جيّدون ولكن...

وهل الجهاز الفنّي بصدد البحث عن لاعبين من جذور لبنانية لضمّهم الى المنتخب في المرحلة المقبلة؟ أجاب طه: "نعمل على إيجاد وجوه جديدة لتدعيم وتعزيز صفوف المنتخب، لكنّ ظروف كورونا وغيرها لا ولم تساعدنا، ومع ذلك هناك رصدٌ ومتابعة لعدد من اللاعبين". وهل من لاعبين محليين مؤهّلين للإلتحاق بالمنتخب من خلال متابعته لمباريات الدوري اللبنانيّ، أشار الى أنه من الصعب تقييم اللاعب في هذه الفترة العصيبة لاسباب متعدّدة، فلا تحضيراتٌ جدّية قبل الدوريّ، كما ألغيتْ بطولتا النخبة وكأس التحدّي، وبدأ الموسم الكرويّ مباشرة فكان المستوى ضعيفاً جداً، ثم توقفت المنافسات بسبب إقفال البلد، وهذه الفترات المتقطّعة لا تمنح الجهاز الفنّي القدرة على تقييم اللاعبين بشكل سليم وعقلانيّ، حتى انّ الممتازين من بينهم باتوا عاديين لأنهم دخلوا في مرحلة قلق وتوتر وعدم إستقرار، وهذا الأمر يحتاج الى وقت لتخطيه بينما كرة القدم تحتاج الى إستمرارية، "وعلى رغم ذلك لدينا لاعبون شباب يبدون جيّدين من النظرة الأولى، بإنتظار تقييمهم في المراحل المقبلة تحت الضغط وبعد الإختبارات التي ستحدّد من سيكون مؤهلاً للإنضمام الى المنتخب".ينقصنا الكثير لنتطوّر



المنتخب اللبناني



وعن نظرته المستقبلية لكرة القدم اللبنانية، ردّ طه: "طالما لا نعملُ بطريقة صحيحة فإننا لن نستطيع أن نبني كرة القدم التي نطمح إليها جميعاً، فمن دون مساعدات ودعم ماليّ وملاعب حديثة وبنى تحتية متطوّرة لن نتقدّم، كما انّ على الدولة واجباً اساسياً ودوراً مهمّاً في هذا المجال، وها هي الأردن سبقتنا، وسوريا أيضاً، وكلّ المنتخبات التي كنا ننافسها في الماضي تخطّتنا، إذاً المطلوب اليوم هو العمل ضمن برنامج مستقبليّ مدروس وعصريّ لتطوير اللعبة كما يحصل في الخارج تماماً، وإذا واصلنا بهذه الطريقة فلن نتحسّن للأسف".

وعن تقييمه لبطولة لبنان قبل توقفها الطويل بسبب كورونا، أوضح طه انّ مستــوى كلّ الفرق بشكل عام هو دون الوســط، حتى أن الأندية نفسهــا تعترفُ بذلك، والأسباب كثيرة ومختلفة.

وأردف: "طبعاً الأنصار يضمّ لاعبين ذوي خبرة ويتميّز عن غيره من الفرق، والنجمة حقق نقلة نوعية ولديه لاعبون شباب واعدون، وكان في مبارياته الأخيرة يقاتل حتى آخر نفس، فيما يُعتبر شباب الساحل مفاجأة الموسم، وهو الفريق المميّز مقارنة مع النجمة والأنصار نظراً لثباته والروح القتالية لدى لاعبيه، وبصراحة لم يكن أحد يتوقع ما قدّمه فريق الساحل، وأنا برأيي ترفع القبعة له ولجهازه الفني واللاعبين على السواء".