الحميات النباتية تحرم دماغك من غذائه

12 : 52

تزداد الدراسات التي تثبت منافع الحميات النباتية. يُشجّع الباحثون الناس على زيادة استهلاك الفاكهة والخضار، وتتوسع النزعة إلى تطبيق هذه النصيحة الغذائية بين المستهلكين. لكن نشرت خبيرة التغذية والباحثة الأكاديمية إيما ديربيشاير مقالة جديدة في "مجلة التغذية والوقاية والصحة" عبّرت فيها عن قلقها من تنامي النزعة إلى تبني حميات نباتية في معظمها، لأن هذه المقاربة قد تترافق مع نقص في عنصر الكولين الأساسي لتغذية الدماغ.

والكولين عنصر "أساسي" فالجسم لا ينتج كمية كافية منه لتلبية الحاجات الغذائية إليه، تماماً مثل أحماض الأوميغا 3 الدهنية. لذا يكون أخذه من المصادر الغذائية ضرورياً. كذلك يُعتبر أساسياً لحماية جوانب متعددة من مسار الأيض، منها تركيب الناقلات العصبية وبنية الخلايا وعملية المَثْيَلة.

وربطت الدراسات بين نقص الكولين وأمراض الكبد، واختلال الوظيفة المعرفية لدى الأولاد، وحتى الاضطرابات العصبية. والعنصر المغذي هذا أساسي لنشوء دماغٍ سليم، لا سيما في المراحل الأولى من نمو الجنين.

تتعدد المصادر الأساسية للكولين، منها لحم البقر، والبيض، ومشتقات الحليب، والسمك، والدجاج. وتحتوي المكسرات والبقوليات والخضروات مثل البروكولي على أصغر كميات منه. في العام 1998 حدد "المعهد الأميركي الطبي" الحد الأدنى من الكولين بمعدل 425 ملغ يومياً للنساء، و550 للرجال، و450 للحوامل، و550 للنساء في فترة الرضاعة. لكن لا يلتزم معظم المستهلكين بالتوصيات المناسبة.

تشيد الباحثة بأحدث تقرير صدر عن "لجنة لانسيت للأغذية والكوكب والصحة"، لكنها تشعر بالقلق من تراجع كميات الكولين الموصى بها.تكتب ديربيشاير: "طرح هذا التقرير الخاص بتوصيات العام 2019 حمية مرجعية صحية بناءً على تجارب راشدين يستهلكون 2500 كيلوكالوري يومياً. صحيح أنه أول تقرير يطرح خطة غذائية صحية ترتكز على تعزيز الاستدامة البيئية، لكن قد يؤثر حصر كميات الحليب كامل الدسم والبيض والبروتينات الحيوانية على كمية الكولين ومفعوله. يوصي التقرير مثلاً بالاكتفاء بـ7 غرامات من لحم البقر والغنم، و13 غراماً من البيض، و250 غراماً من الحليب كامل الدسم أو مشتقاته. ونظراً إلى تسارع هذه النزعات الغذائية، يستحق أثرها على كميات الكولين دراسة إضافية. إذا لم توفر المصادر الغذائية المستويات اللازمة من الكولين، ثمة حاجة إلى أخذ مكملات، لا سيما في المراحل الأساسية من دورة الحياة، مثل الحمل، أي حين يكون الكولين ضرورياً لنمو الأطفال. أخيراً، لا بد من بذل جهود إضافية لتوعية أطباء الصحة العامة والمستهلكين حول أهمية الحمية الغنية بالكولين وكيفية استهلاك الكميات المطلوبة".