مدينة أثرية أسّسها الإغريق في شرق ليبيا مهدّدة بالتخريب

02 : 00

نجت آثار مدينة قورينا القديمة من العنف الذي رافق الثورة الليبية والصراعات التي تلتها والفوضى، لكنها تواجه اليوم تهديداً من نوع آخر يتمثل بالعبث بها وتخريبها وجرف أراضيها.

وتتوسط المدينة الأثرية المعروفة أيضاً باسم شحات شرق ليبيا، وقد أسسها الإغريق في القرن السادس قبل الميلاد، وهي واحدة من خمسة مواقع في ليبيا أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي قبل عقود.

هنا تتوسد قورينا منطقة الجبل الأخضر الخلابة التي تتميّز بالتنوع النباتي وبحزام من الأشجار يمتد لعشرات الكيلومترات حولها، ولا تزال أعمدتها وجدرانها التاريخية قائمة، في تشكيل هندسي إبداعي، كأنه بني في الأمس القريب.

مصير كل هذه الآثار الضاربة في القدم مهدد اليوم بفعل تعديات بشرية مختلفة، من عمليات تخريب عبر البناء والحفر العشوائي والسرقة.

يعلق مسؤول المتاحف في شرق ليبيا إسماعيل دخيل قائلاً: "تعرّضت شحات للكثير من الانتهاكات، من الكتابة على المباني الأثرية وعمليات الحفر العشوائي، واستخرجت منها قطع أثرية هربت إلى الخارج".

وأدرجت منظمة اليونسكو مدينة شحات الأثرية وأربعة مواقع ليبية أخرى على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في تموز 2016، بسبب الأضرار التي لحقت بها والتهديدات الكثيرة المحيطة بها.

ويعتقد الباحث التاريخي الليبي أحمد فرج أنّ "قوانين حماية الآثار تحتوي على ثغرات عدة"، موضحاً أنها لم تعدل وبقيت على حالها، الى جانب ضعف آليات تطبيقها بحق المخالفين".

ويعود قانون الآثار وحمايتها في ليبيا الى العام 1995. وبالرغم من معاقبة المخالفين والمعتدين على المواقع الأثرية بغرامات مالية والسجن، يحتاج إلى مراجعة تتماشى وحجم التعديات الحديثة وشكلها.

MISS 3