10 ملايين دولار مقابل "معلومات" عن سليم عياش

02 : 00

أعادت واشنطن اسم سليم عيّاش، المدان باغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، إلى الواجهة من خلال عرض برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن عياش. وعدا التغريدة التي نشرها حساب "البرنامج" على "تويتر"، تم تخصيص صفحة له على الموقع الخاص، أشير فيها إلى قيمة المكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى مكانه أو تحديد هويته. وعُرّف الأخير على أنه "عضو بارز في وحدة الاغتيال التابعة لمنظمة حزب الله اللبنانية الإرهابية". كما أنّ عرض المكافأة يسري أيضاً على أي معلومات أخرى "تؤدي إلى منعه من الانخراط في عمل إرهابي دولي ضد أشخاص أميركيين أو ممتلكات أميركية".

وقال البرنامج إنّ "عياش عضو بارز في الوحدة 121 في حزب الله، وهي فرقة الاغتيال التابعة للحزب والتي تتلقى أوامرها مباشرة من أمينه العام، حسن نصرالله"، مع الإشارة إلى أنّ "عياش شارك في نشاطات لإلحاق الضرر بعناصر من الجيش الأميركي". وأضافت صفحة "البرنامج" أنّ المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، أصدرت في 11 كانون الأول 2020 خمسة أحكام غيابية مدى الحياة على عياش بتهم تتعلّق بالإرهاب وتفجير شاحنة مفخخة في 14 شباط 2005، أدت إلى اغتيال الرئيس الحريري إضافة إلى 21 آخرين وجرح 226 شخصاً. وأضاف الموقع أنّ "المحكمة وجدت أن عياش قاد فريق الاغتيال الذي نفذ الهجوم على الحريري، ومتورط بشكل نشط في عملية التنفيذ يوم الهجوم".

ونشرت الصفحة أيضاً سلسلة من المعلومات الشخصية المعلومة عن سليم عياش، باعتباره معروفاً باسمي سليم جليل عياش وسليم جميل عيّاش وجابر. مواليد بلدة حاروف الجنوبية (رقم سجله حاروف/1971) في 10 تشرين الثاني 1963، رقمه في الضمان الاجتماعي في لبنان 63/690790، ورقم جواز سفره 059386. أما عنوانا سكنه، فبيروت والنبطية، إضافة إلى الضاحية الجنوبية في شارع الجاموس مبنى طباجة.

وفي صفحات الشخصيات التي سبق وتم عرض المكافآت للحصول على معلومات عنها، بات اسم عياش إلى جانب اسم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري (25 مليون دولار)، وزعيم جبهة النصرة محمد الجولاني (10 ملايين دولار) والقائد العام لتنظيم "داعش" أمير عبد الرحمن المولى (10 ملايين دولار) وغيرهم. ويذكر أيضاً أن عياش سيحاكم مجدداً أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضايا محاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حماده والياس المر في أول تشرين الأول 2004 وفي 12 تموز 2005، وأن مكافآت مماثلة كانت عرضتها واشنطن مقابل معلومات تسهل أو تؤدي إلى اعتقال مسؤولين في "حزب الله" تتهمهم بالقيام بأعمال إرهابية، وكان من بينهم عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في 12 شباط 2008 وكان متهماً أيضاً باغتيال الرئيس الحريري. ومن بينهم أيضاً فؤاد شكر وطلال حمية حيث عرضت الولايات المتحدة في تشرين الأول 2017 مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض على الأول و7 ملايين دولار مقابل الثاني. وأوضحت الولايات المتحدة أن حمية هو مسؤول الأمن الخارجي في "حزب الله" ويدير خلايا الجماعة في مختلف أرجاء العالم، وأن هذه الخلايا هي التي تقوم بالتخطيط للعمليات خارج لبنان وتنفيذها. وكان حمية نائباً ومرافقاً لمغنية واتهمته بأنه يتولى التخطيط والإشراف على العمليات العسكرية لـ"حزب الله" خارج لبنان والتجنيد في الخارج، وبأنه من بين المتهمين في الهجوم على المركز اليهودي في الأرجنيتن في عام 1994 الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً. وبأنه لعب دوراً أساسياً في إرسال الجهاديين إلى العراق في أعقاب الغزو الأميركي في عام 2003.

أما فؤاد شكر فقد اعتبرت واشنطن وفق معلومات مسربة أنه حل مكان مصطفى بدر الدين، القائد العسكري في "حزب الله"، الذي قتل في ظروف غامضة في سوريا في عام 2016. واتهمته بأنه لعب دوراً أساسياً في الهجوم على مركز مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت في عام 1983.

وإذا كان القرار المتعلق بحمية وشكر اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب فإن القرار المتعلق بعياش هو الأول الذي يصدر عن إدارة الرئيس جوزف بايدن، وهو يعني أن التشدد الأميركي تجاه "حزب الله" مستمر على رغم أن هذه المكافآت لم تؤدّ إلى أي نتيجة سابقاً.


MISS 3