إثيوبيا تتعنّت والسودان يُلوّح باللجوء إلى مجلس الأمن

السيسي يُحذّر من "كلفة الخلاف" حول المياه

02 : 00

القاهرة تعتبر قضية سد النهضة تمسّ بالأمن القومي المصري (أرشيف)

فيما لا تزال إثيوبيا مصمّمة على مواصلة ملء سد النهضة على الرغم من الخلاف المستمرّ مع مصر والسودان، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس من الكلفة التي قد تتكبّدها المنطقة في حال حدوث مواجهات بسبب الخلاف حول المياه، وذلك غداة فشل المفاوضات مع إثيوبيا في شأن السد، مجدّداً مناشدته لأديس أبابا بـ"الجنوح إلى التعاون في قضية السد بدلاً من المواجهة".

وقال السيسي: "نقول للأشقاء في إثيوبيا أفضل ألّا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأنّ الخيارات كلّها مفتوحة". وأضاف: "نُنسّق بشكل كامل مع الأشقاء في السودان لمواجهة الموقف الإثيوبي في ما يتعلّق بسد النهضة"، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً من جانب مصر والسودان على المستويَيْن العربي والأفريقي، "بما يؤكد عدالة الموقفَيْن المصري والسوداني".

وفي هذا الصدد، شدّد الرئيس المصري على أن البلدَيْن لن يتركا أي سبيل لتأكيد الحقوق المصرية والسودانية الثابتة، بمقتضى أحكام القانون الدولي والقوانين التي تُنظّم جريان المياه الدولية، لافتاً إلى أن مصر "لم تُغيّر موقفها من قضية سد النهضة منذ بدايتها"، بل إن الجانب الإثيوبي "هو من غيّر رأيه حيال هذه القضية".

وإذ هدّد بأنّ "كلّ الخيارات مفتوحة لمواجهة تداعيات أزمة سد النهضة"، كشف أنه "استشعر الخطر الذي يُمثله هذا السد". واعتبر أن هذه المياه "ما كانت تأتي إلى مصر لولا الطبيعة الجغرافية للأراضي المصرية بالنسبة إلى الأراضي الإثيوبية، واصفاً ذلك بأنّه "إرادة إلهية"، وتابع: "ما أراده الله لن يُغيّره البشر!".

بدوره، لوّح وزير الري السوداني ياسر عباس خلال مؤتمر صحافي باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لحلّ أزمة سد النهضة، مؤكداً أن كلّ الخيارات مفتوحة أمام بلاده لمواجهة تبعات التعبئة الثانية للسد الإثيوبي. وقال: "نعم، الخيارات أمام السودان مفتوحة بما فيه العودة إلى مجلس الأمن الدولي. لدينا تحوّطات في مسارات عدّة، أوّلها الفني"، مشيراً إلى "مسار للتصعيد السياسي وفق القانون الدولي".

وفي المقابل، يستمرّ التعنّت الإثيوبي بحيث أكد وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي خلال مؤتمر صحافي أن بلاده ستُواصل ملء خزان السد، الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعّب، خلال موسم الأمطار المقبل الذي يُفترض أن يبدأ في حزيران أو تموز. وقال: "مع تقدّم البناء يتمّ ملء السد. لن نتخلّى عن ذلك!".

وعبّر سيليشي عن أسفه لأنّ المفاوضين المصريين والسودانيين سعوا في كينشاسا إلى زيادة مشاركة مراقبين من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ تُعارض إثيوبيا ذلك مشيرةً إلى الحاجة إلى إعطاء الأولوية للعملية التي تقودها رئاسة الاتحاد الأفريقي الذي يتّخذ من أديس أبابا مقرّاً له.

واختتم وزراء خارجية الدول الثلاث من دون اتفاق الثلثاء 3 أيّام من المفاوضات في كينشاسا برعاية رئيس الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي. وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ العام 2011 للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليُصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.


MISS 3