رسّام يُجسّد مآسي الهجرة بقصصٍ مصوّرة

02 : 00

"كيف تنجح في الهجرة غير القانونية"... عنوان صادم يحمله الكتاب الساخر لرسّام الكاريكاتور الجزائري سليم زروقي. ينتقد الرسام في أعمال سابقة أفكار المجتمعات المغربية، و"العرب" في مؤلف بعنوان "كيف يمكن التخلص منا من أجل عالم أفضل؟".

وتناول فضلاً عن ذلك في رسوماته، موضوع العلاقة بالدين والحب والعائلة بشكل مختلف وغريب.

وفي كتابه المصوّر الثاني الصادر نهاية آذار في فرنسا، يتطرّق زروقي بأسلوبه الساخر واللاذع الى موضوع الهجرة غير القانونية، مستلهماً من أحداث واقعية. ولمساعدة القرّاء على التمييز بين الواقع والرسوم الكاريكاتورية التي ينجزها، يضيف زروقي في نهاية الكتاب رمز استجابة سريعة يحيلهم إلى المقالات الصحافية والشهادات التي اعتمد عليها في أعماله.

ويحبس زروقي دمعته لدى استذكاره شهادات أدلت بها مهاجرات خلال مقابلات إذاعية، ولا يفهم غياب رد الفعل تجاه الفظائع المرتكبة في ليبيا. ويقول الرسام: "إنها مأساة آخذة في الاتساع، لكن كما يحصل مع كورونا، بات الأمر اعتيادياً وأصبحت الوفيات أرقاماً". منذ حادثة مقتل الطفل السوري آلان كردي الذي أثار العثور على جثته عند شواطئ تركيا في العام 2015 صدمة في العالم بأسره، لقي أكثر من 20 ألف شخص حتفهم خلال عبور المتوسط وفقاً لاحصاءات الأمم المتحدة، ويعيش آلاف آخرون في جحيم الأوضاع في ليبيا.

ويرى الرسام الجزائري أن "أوروبيين كثراً لا يصدقون أن السياسات المعتمدة من بلدانهم تفضي الى آلام كبيرة"، في ظل مآس كثيرة تطاول هؤلاء المهاجرين، من حالات اغتصاب وخطف وتعذيب وقتل.

وقد اعترض خفر السواحل الليبيون، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، الآلاف من المهاجرين بحراً وأرجعوهم إلى ليبيا، رغم تنديد الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بظروف توقيفهم وطريقة معاملتهم. ويقول زروقي: "الدفع لأشباه الدول مثل ليبيا لوقف المهاجرين جريمة"، إذ إن القوى الأمنية الليبية تتشكل من مجموعات مسلحة لا تسيطر عليها الدولة بدرجة كبيرة، وبالتالي يشبه ذلك "إعطاء المال لميليشيات".

كما ينتقد الفنان بشدة ما يعتبره نفاقاً من الدول المغربية في هذه الأزمة، من خلال رسم يظهر حكومة تنظم عمليات هجرة غير قانونية لملء خزينتها بالموارد المالية. ويضيف "المهاجرون هم ثمرة السياسة الوطنية وتعطل الدولة والفساد". وقد نشر الرسام الجزائري المقيم في تونس منذ عشر سنوات، بين 2011 و2013 مدونة حول شخصية سلفي غاضب يحمل اسم يحيى بولحية "يصدر فتوى كل يوم"، تتسم كلّها بالغرابة.