مسعود محمد

إيران لأربيل: ممنوع شق الصف الشيعي!

16 نيسان 2021

02 : 01

الإعتداء على مطار أربيل بطائرة مسيّرة رسالة أم بداية تصعيد؟ (أ ف ب)

إستهداف مطار أربيل يُعتبر إستهدافاً لحكومة إقليم كردستان العراق، بسبب عدم رضى إيران عن موقع الإقليم السياسي ربطاً بموقعه الجغرافي الذي يُشكّل سدّاً يمنع التمدّد الإيراني، إضافةً إلى أنّه يُشكّل أوّل خط مواجهة في إطار التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، الذي يضمّ إلى جانب الولايات المتحدة دول الخليج.

ليس سرّاً أن علاقة خاصة تربط رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني بدول الخليج، وهو يُستقبل فيها كحليف. خرجت نظريات كثيرة حول الهجوم وماهيّته، تبدأ من إصرار الإيرانيين على تحدّي الوجود العسكري الأميركي في العراق، وصولاً إلى تحدّي حكومة ورئاسة كردستان العراق اللتين يقودهما نيجيرفان ومسرور بارزاني والحزب الديموقراطي الكردستاني القريب من تركيا والدول العربية الخليجية والغرب، والمعارض لنشاطات حزب "العمال الكردستاني" في العراق وسوريا.

أكثر ما يُزعج إيران هذه الأيام هو التقارب في ما بين الحزب الديموقراطي والصدريين، وقد أفشى مصدر خاص من مكتب رئيس الإقليم لـ"نداء الوطن" بمعلومات تُفيد بأنّ الإيرانيين هدّدوا الحزب الديموقراطي، وأبلغوه بأنّهم لن يسمحوا له بشقّ الصف الشيعي في العراق، وذلك بسبب المفاوضات الجدّية التي تُجرى في ما بين كتلة الحزب الديموقراطي والكتلة الصدرية البرلمانيّتَيْن.

وقد طرح الصدريّون ضمّ الإتحاد الوطني الكردستاني إلى التحالف، ما يؤسّس لإمكانية فوز هذا التحالف بالكتلة النيابية الأكبر التي يحق لها تسمية رئيس الوزراء القادم، الأمر الذي يُسقط ورقة مهمّة من يد النظام الإيراني في العراق، ويُعزّز بالتالي فكرة عودة العراق إلى حاضنته العربية.

كما أوضح المصدر لـ"نداء الوطن" أن "المسيّرات المتفجّرة كانت تُستخدم من قبل عناصر "داعش" فقط سابقاً، خصوصاً في الموصل، وإستخدامها في ضرب مطار أربيل قد يُشير إلى تعاون إيراني - داعشي لتقويض أمن أربيل".

بدوره، رأى رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني في سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر" أن "هذه الهجمات الأخيرة ما هي إلّا محاولة سافرة لتقويض أمننا الداخلي وتعاوننا مع التحالف الدولي"، معتبراً أنّه "يجب على أي جماعات مسلّحة لا تعمل ضمن قوّات الأمن العراقية الرسمية، الإنسحاب فوراً من حدود إقليم كردستان". وتابع: "سأُجري في الأيّام المقبلة محادثات مع شركاء عراقيين ودوليين لبحث السُبل الكفيلة لتحقيق ذلك".

هل يخوض إقليم كردستان معركة تحرير القرار العراقي من قبضة الميليشيات الإيرانية وعودة العراق إلى حاضنته العربية؟ الأيّام المقبلة ستُجيبنا على هذا السؤال، وهي ستكون حافلة بأحداث ستُغيّر وجه المنطقة وقد تُغيّر الخرائط!


MISS 3