مايز عبيد

حركة معدومة في مطاعم طرابلس والشمال والقطاع يئنّ

17 نيسان 2021

02 : 00

الحركة شبه معدومة

مع المرحلة الأخيرة من تخفيف الإجراءات المفروضة بسبب جائحة "كورونا"، فتحت المطاعم أبوابها وذلك منذ ما يقارب الشهر؛ بعد أكثر من إقفال تجنّباً للتجمعات والإختلاط. آخر إقفالين كانا طويلين، وأصحاب المطاعم في الشمال لا سيما في طرابلس عوّلوا على شهر رمضان المبارك لربّما يعيد الحركة بعض الشيء، لكنّهم تفاجأوا بأنّ أوضاع الناس المعيشية صارت في مكان آخر.

فتغيّر الوضع الذي ينشدونه لم يحصل، والأزمة مضاعفة وليست فقط في "كورونا" والإقفالات؛ إنما تضاف إليها أزمات أخرى في طليعتها غلاء الأسعار الذي تشهده المطاعم على لوائح الأطعمة لديها. في هذه الحال تفضّل العائلات أن تبقى في بيوتها وتحضّر طعام الإفطار بما تيسّر بدل أن تدفع تلك المبالغ الكبيرة على إفطارات رمضانية.

يشير أحد أصحاب المطاعم المشهورة في مدينة طرابلس إلى أن "الحركة منذ مدة وليس من الآن ضعيفة وخجولة، وحتى مع بداية رمضان لم يتغير شيء. طلبيات الدليفري تراجعت كثيراً، وحجوزات الطاولات تكاد تكون معدومة. ومن المعروف أن أغلبية سكان مدينة طرابلس من الطبقة الوسطى؛ وكانت تفضّل هذه العائلات في السابق أن تفطر معظم شهر رمضان في المطاعم، ولكن هذا الشهر الأمور تغيّرت، وأوضاع الناس جميعهم صعبة ولا نستطيع أن نلوم الناس ولا أن نجلد أنفسنا.. انظر هذا شارع المطاعم في الضم والفرز كيف كان في رمضانات سابقة، لا يمكن أن تجد مكاناً لسيارة أو طاولة فارغة، الآن تدخل إلى المطعم وتحار على أي طاولة ستجلس فمعظمها فارغ.. نأسف إذا بقينا على هذه الحال أن يكون مصيرنا الإقفال".

ومن طرابلس إلى المنية وعكار، لم يختلف الأمر. فالقطاع المطعمي في تراجع ملحوظ فهناك مطاعم تنتظر طوال النهار لتبيع بضعة أقراص من الكبة أو بضعة صحون من الفتوش، وحجوزات بسيطة على الطاولات لا تتجاوز الطاولتين أو الثلاث في اليوم الواحد. يقول نزيه الصديق صاحب مطعم الصديق: "حركة الشغل خفيفة جداً هذا الشهر ولا تتعدّى 5% من رمضان 2018 مثلاً. الإرتفاع الحاصل في سعر صرف الدولار هو ما أوصل الأمور إلى هذا المكان. نحن مستمرون رغم كل المصاعب لأن لدينا إسمنا في السوق وتاريخنا ولكن في الحقيقة أوضاع القطاع المطعمي صفر بكل تأكيد.. نعم هناك خسائر كبيرة نتكبّدها؛ فأوضاعنا من أوضاع هذا البلد".

ويشير الصديق إلى أن المطاعم الآن "تحاول التقنين في طلب المواد والبضائع. في السابق كنا نطلب مواد ولوازم عن أسبوعين أو ثلاثة أو شهر حتى، أما الآن فالطلبية تحصل على ثلاثة أيام أو أربعة أو أكثرها لمدة أسبوع واحد. فالحركة خفيفة ولا يمكننا أن نزيد خسائرنا ونراكمها أكثر".

مطاعم عدة في طرابلس والشمال لجأت ولو مرغمة، إلى التخفيف من عديد الموظفين والعمال لديها، حتى تخفف من المصاريف وسط حالة الجمود الحاصلة. عماد الطيب قال في هذا الصدد: "فاتورة رمضانية للعائلة المكوّنة من 5 أشخاص كعائلتي مثلاً في مطعم طرابلسي في الضم والفرز تناهز المليون ليرة أو تتخطاه. من المستحسن في هذا الأيام أن أؤجل المطاعم لأن مليون ليرة مصروف أسبوع لعائلتي مع شيء من التدبير".


MISS 3