أوروبا ترفع بحذر تدابير العزل

هل تُقاضي بروكسل "أسترازينيكا"؟

02 : 00

طوابير طويلة من الهنود ينتظرون دورهم لتلقي اللقاح في مومباي أمس (أ ف ب)

يستمرّ فيروس "كورونا" في حصد المزيد من الضحايا، مسجّلاً أكثر من 3 ملايين و70 ألف وفاة حول العالم منذ بداية تفشّيه في ووهان الصينية، فيما ما زالت الهند غارقة في أزمة صحية كبرى محطّمةً رقماً قياسياً عالمياً جديداً مع 315 ألف إصابة خلال 24 ساعة، في حين تستعدّ دول عدّة في أوروبا لتخفيف القيود الصحية.

وارتفاع الطلب على اللقاحات كونه الوسيلة الأبرز من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها، أدّى إلى عجز الشركات المصنّعة، وتحديداً مختبر "أسترازينيكا" من الإلتزام بتعهّداته، خصوصاً مع المفوضية الأوروبّية التي تنوي رفع شكوى قضائية بحقه، لأنّه أخلّ في العقد المبرم بين الطرفَيْن وقام بتسليم 30 مليون جرعة فقط للإتحاد من أصل 120 مليوناً، ويتوقع أن يُسلّم الاتحاد 70 مليوناً من أصل 180 مقرّرة في الفصل الثاني.

من جهتها، ستُقرض النروج التي علّقت استخدام لقاح "أسترازينيكا"، السويد وإيسلندا، بناءً على طلبهما، 216 ألف جرعة لقاح في حوزتها. أمّا ألمانيا، فهي تدرس إمكانية شراء 30 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك في" الروسي، في وقت لم يحصل فيه اللقاح بعد على "الضوء الأخضر" من السلطات الصحية الأوروبّية.

وبرّر وزير الصحة الألماني ينس شبان قرار برلين التصرّف بمفردها في هذا الصدد برفض المفوضية الأوروبّية التفاوض باسم الدول الـ27 من أجل شراء اللقاح الروسي، خلافاً لما فعلته بالنسبة إلى اللقاحات الأخرى.

وعلى الرغم من أن حملات التلقيح في أوروبا بطيئة، لكن تراجع حدة الجائحة شجّع الحكومات على تخفيف القيود. وبدءاً بإيطاليا حيث سيُسمح للمطاعم بفتح أبوابها اعتباراً من 26 نيسان لاستقبال الزبائن ظهراً ومساءً للمرّة الأولى منذ نهاية تشرين الأوّل، لكن فقط في الخارج وفي المناطق "الصفراء"، حيث خطر انتقال العدوى منخفض. كما سيُسمح لدور السينما والمسارح والصالات المخصّصة للحفلات الموسيقية، بمزاولة نشاطاتها اعتباراً من الإثنين المقبل، مع احترام التباعد الاجتماعي وعدم تجاوز 50 في المئة من قدرتها الاستيعابية، في حين ستُعطي المدارس والجامعات الأولوية للتدريس الحضوري.

وفي فرنسا، يبدأ تخفيف تدريجي للتدابير اعتباراً من 3 أيار، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس، إذ سيتمّ رفع الحظر على التنقل أبعد من مساحة 10 كلم حول المنزل. أمّا إعادة فتح المتاجر غير الأساسية فستجري "حوالى منتصف أيار". وتنوي فنلندا أيضاً رفع بعض القيود اعتباراً من الأسبوع المقبل.

وحيال تحسّن الوضع الصحي، قرّرت الدنمارك تسريع رفع القيود وأعادت فتح المتاحف والمقاهي والمطاعم أبوابها الأربعاء أمام حملة "الجواز الصحي". وفي اليونان، ستفتح شرفات الحانات والمطاعم في الثالث من أيار، لكن التنقل بين المناطق لا يزال محظوراً بمناسبة عيد الفصح الذي يحتفل به الأرثوذكس في الثاني من أيار.

أميركياً، بدأت حملات التلقيح تؤتي ثمارها، إذ أشاد الرئيس جو بايدن بـ"الإنجاز المنقطع النظير" لإدارته مع استخدام 200 مليون جرعة لقاح قبل اليوم المئة من ولايته. وقال بايدن خلال خطاب متلفز من البيت الأبيض: "اليوم (الأربعاء) حققنا ذلك، وصلنا إلى 200 مليون جرعة"، معتبراً أن ذلك "إنجاز مدهش للأمة"، بينما أكد مختبر "فايزر" الأميركي وجود جرعات مزيّفة من لقاحه تُباع في المكسيك وبولندا، ما يطرح المزيد من التساؤلات عن ضمانة اللقاحات الموزّعة حول العالم.

وعلى صعيد آخر، وبعد إتفاق مصر مع الصين من أجل انتاج لقاح "سينوفاك" الصيني من خلال شركة "فاكسيرا" المختصّة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر، أعلنت شركة الأدوية المصرية "مينافارم" أنها أبرمت اتفاقاً مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي لإنتاج نحو 40 مليون جرعة سنوياً في مصر من لقاح "سبوتنيك في"، على أن يتمّ نقل التكنولوجيا على الفور، بحسب بيان مشترك للطرفَيْن.

وسيتمّ طرح اللقاح في الربع الثالث من العام 2021، على أن يتمّ الإنتاج في مرفق الشركة في القاهرة ثمّ يوزع عالمياً، في وقت تلقت فيه الحكومة السورية للمرّة الأولى أكثر من 200 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، في إطار برنامج "كوفاكس".


MISS 3