صدامات دموية تُشعل القدس

02 : 00

المواجهات كانت عنيفة خارج "باب العمود" في القدس ليل الخميس - الجمعة (أ ف ب)

بعد مسيرة لليهود المتشدّدين أشعلت فتيل المواجهة، جُرِحَ أكثر من 105 فلسطينيين، نُقِلَ نحو 20 منهم إلى المستشفى، و20 شرطياً إسرائيلياً، خلال صدامات في القدس ليل الخميس - الجمعة، فيما كانت تعود آخر صدامات كبيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية إلى آب 2019، عندما تزامن عيد الأضحى مع احتفال يوم التاسع من آب اليهودي، أسفرت حينها عن جرح نحو 60 فلسطينياً في ساحات المسجد الأقصى.

واندلعت المواجهات عند مدخل البلدة القديمة في القدس، حيث كانت الشرطة الإسرائيلية قد نشرت مئات العناصر لمواكبة مسيرة نظّمتها في القدس الغربية حركة "لاهافا" (لهب) اليهودية اليمينية المتطرّفة. ومنعت الشرطة وصول المشاركين في المسيرة، الذين كانوا يهتفون "الموت للعرب"، إلى بعض المناطق التي يتجمّع فيها الفلسطينيون عادةً بأعداد كبيرة خلال شهر رمضان.


وفي المقابل، نظّم شبّان فلسطينيون بعد صلاة العشاء والتراويح في القدس الشرقية، تظاهرة مضادّة للاحتجاج على تلك المسيرة التي اعتبروها استفزازية. وما لبثت أن اندلعت صدامات عنيفة بينهم وبين عناصر الشرطة، استمرّت حتّى ساعات الفجر. وذكرت الشرطة أنّها نشرت وعزّزت قوّاتها على مداخل "باب العمود" (باب دمشق)، البوابة الرئيسية للقدس القديمة، والأحياء المجاورة.


وأشارت الشرطة أيضاً إلى أن "المئات من المشاغبين... رشقوا القوّات الأمنية بالحجارة"، في وقت رشق فيه المتظاهرون من اليهود المتطرّفين أيضاً قوّات الأمن الإسرائيلية بالحجارة. ونشر شهود صوراً وفيديوات لمواجهات عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.


وقال فلسطيني كان بالقرب من مكان حصول الإشتباكات خارج البلدة القديمة لوكالة "فرانس برس": "كانت أشبه بساحة حرب، كانت خطيرة... لهذا غادرت المكان". وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين الفلسطينيين باستخدام الغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتية، كما استخدمت خراطيم المياه. ووصفت الشرطة التظاهرة بـ"العنيفة". كما كشفت الشرطة أنها اعتقلت 70 فلسطينياً ويهودياً، تمّ تمديد توقيف 64 منهم.


ولاحق رجال وخيالة الشرطة وحرس الحدود المدجّجون بأسلحة وبخوذاتهم العسكرية، المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا أقصى". وأظهرت مقاطع فيديو حصول مواجهات بين فلسطينيين ويهود متشدّدين في الساعات الأولى من يوم الجمعة، مع معلومات عن رشق مركبات إسرائيلية بالحجارة في القدس الشرقية وبالقرب منها.


وكانت قد حصلت مواجهات في القدس الأربعاء. وأظهرت مقاطع فيديو موظّفين عرباً يعملون في متاجر وسط المدينة وصحافيين يتعرّضون لإعتداءات من شبّان يهود يهتفون "الموت للعرب".


وفي ردود الفعل، دانت الرئاسة الفلسطينية "التحريض المتزايد من مجموعات المستوطنين الإسرائيليين المتطرّفين على قتل العرب، الذي تجلّى في الأيام الأخيرة في موجة من الهجمات ضدّ المدنيين الفلسطينيين في البلدة القديمة"، في حين حمّلت الخارجية الأردنية السلطات الإسرائيلية مسؤولية ما حصل.


وفي غزة، أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان صحافي أن "الشرارة التي تشعلونها... ستكون فتيل الإنفجار في وجه العدو المجرم، وحينها ستجدون كتائبكم ومقاومتكم حيث ينبغي أن تكون في قلب معركتكم تلقن العدو الدروس القاسية وغير المسبوقة".


من جهتها، عبّرت السفارة الأميركية في القدس عن قلقها، مضيفةً في بيان: "نأمل من جميع الأصوات المسؤولة أن تُعزّز إنهاء التحريض والعودة إلى الهدوء واحترام سلامة وكرامة الجميع في القدس"، فيما دعت الأمم المتحدة "جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات والحفاظ على الهدوء".


MISS 3