روي أبو زيد

شربل زيادة: لتغيير واقعنا الأليم علينا العودة إلى إنسانيّتنا

8 أيار 2021

02 : 00

يجسّد الممثل شربل زيادة دور "سامر" في مسلسل "راحوا" الذي يعرض مساء كلّ يوم على الـ"MTV" خلال شهر رمضان المبارك. سامر شخصية مُستفزّة، غريبة الأطوار ومليئة بالعقد النفسية. "نداء الوطن" تواصلت مع زيادة للحديث عن كيفية تحضيره هذا الدور فضلاً عن مواضيع سياسية وإجتماعية أخرى.

ألم تتردّد عند تقديم دور "سامر"؟

كان الدور تحدياً بالنسبة لي، إذ غالباً ما أعمد الى اختيار "الكاراكتيرات" النافرة في المسلسلات خصوصاً أن المشاهدين يركّزون على البطل والبطلة فحسب، لذا أحاول البحث عن الأدوار الجديدة التي يتوقّف أمامها المشاهد وأعمل على الدور بكل إتقان. استمتعتُ كثيراً بدور "سامر" خصوصاً أنها شخصية ذات أمراض نفسية متعددة وليست "OCD" فحسب.

امتزجت الشخصية ببعض السمــــــــــــــات الكوميدية...

هذا صحيح. فالشخصية "موتورة" ومليئة بالتناقضات. وعلى قدر انتباه سامر الى النظافة والترتيب الّا أنه غير منظّم في سلوكه. كما سيكتشف المشاهدون مع تسلسل الأحداث انّ المشكلة لا تتعلق به فحسب بل هي تراكمات لظروف عاشها في حياته. ولحسن الحظ تلقى الشخصية ترحيباً لدى الجمهور.

ما التعليقات التي تتلقّاها؟"كتير سئيل بس مهضوم" (ضاحكاً). حتى أن البعض يقول لي: "نشعر أنه علينا صفعك في بعض المشاهد، لكنك تُضحكنا".

كيف عملت على بناء الشخصية؟

اجتمعتُ والكاتبة كلوديا مرشيليان لتحديد خيوط الشخصية الأساسية كما اتّفقت مع المخرج ومساعده على كيفية التنفيذ. وضعنا استراتيجية للدور اذ سيكتشف الناس خلال سير الأحداث أنّ شخصية سامر تكون مختلفة كلياً حين يكون داخل منزله، فنراه متسلّطاً وديكتاتورياً حيث يشعر بالاطمئنان. بعكس التردد الذي يعيشه مع الناس فنلاحظه يلجأ الى التكرار في كلماته وجمله أحياناً كثيرة. نراقب كممثلين عادةً كلّ من نلتقيهم ونحاول تركيب الدور على هذا الأساس.

ما الدور الذي تحلم بتجسيده؟

أتطلّع دوماً الى كيفية تقديم الشخصية وما يمكنني إضافته على النص المكتوب. ويبقى على الممثل أن يقدّم دوره بأفضل الطرق الممكنة، بغض النظر عن مساحته.

كيف تقيّم واقع الدراما المحلية؟


تحاول الدراما المحلية التطوّر والتقدم لكنّ ظروف البلد الإقتصادية والسياسية تحول دون ذلك، لكن يمكنها أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم، فبعض الأعمال تُقدّم بكل إتقان وحرفية. لذا نحتاج الى راحة البال كي ننطلق أكثر فأكثر في ظلّ أجواء من الاستقرار المادي والسياسي.

والدراما المشتركة؟

شاركت ببعض الأعمال العربية المشتركة في مصر ودبي، لكن بعض المسلسلات لم تُعرض حتى الآن. أحببت تجربة الـ"Pan Arab" في ظلّ التفاعل الموجود مع ممثلين من شخصيات مختلفة. وغالباً ما أتلقّى عروضاً تمثيلية في هذا الإطار لكنّ ظروف العمل أو الدور لا يناسبانني أحياناً كثيرة.





هل انعكست الدراما المشتركة إيجاباً أو سلباً على الممثل اللبناني؟


كل ممثل يشارك في عمل درامي هو بطل، بغض النظر عن مساحة دوره. فالعمل لا يقوم على بطلين فحسب بل على فريق كامل متكامل. يجب التشديد على ان الدراما مثل الحياة، تنجح في مراحل وتفشل في أخرى.

هل كنت مقدّراً أكثر لو عشتَ فــــــــي بلد آخر؟ تراودني الفكرة كثيراً إذ نشعر أن البلد يعمل ضد طموحاتنا ونجاحاتنا في الميادين كافة. لكن في النهاية نحن نعيش في بيتنا وبين أهلنا. انا أؤمن بلبنان وسأبقى فيه حتى الرمق الأخير. تجدر الإشارة الى أنّ الأوروبي مثلاً لا يعتبر نفسه مقدّراً بشكل عام، فالإنسان يتطلّع الى الأعلى دوماً وتحقيق نجاحات متتالية بغض النظر عن المكان الموجود فيه.

ما الأسباب التي أوصلتنا الى هــــــــــذه الظروف الصعبة؟


للأسف، نفكر في لبنان من منطلق عشائري وطائفي. لا يجرؤ البعض على مدّ أصابع الإتهام الى زعيمه خوفاً من تأثير هذا الموضوع على بيئته وطائفته. اعتدنا تقاذف الاتهامات وتقاذف المسؤوليات متناسين أنّ زعيم كل منا تسبّب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بما وصلنا اليه اليوم.

ما الحل برأيك؟

يجب تغيير تفكيرنا واستخلاص الملاحظات والعبر. لتغيير الواقع الأليم علينا العودة الى إنسانيتنا، أيعقل مثلاً الانقسام والمواقف التي أطلقت أخيراً على مواقع التواصل الإحتماعي إزاء قضية الملحن سمير صفير في المملكة العربية السعودية خصوصاً أنّ البعض قال بصريح العبارة: "الله لا يردو!". علينا التضامن والتعاضد من خلال تغليب مصالحنا الوطنية الجامعة واحترام بعضنا البعض رغم كل اختلافاتنا. نحن لا نحترم رأي الآخر بل بتنا "نفش خلقنا" ببعضنا البعض.