الإهمال يُغرق آثاراً عراقية تحت الرمال

02 : 00

حملت زيارة البابا فرنسيس التاريخية للعراق الأمل في أن تفتح الباب أمام توافد أفواج من السياح لزيارة معالمه الأثرية وبينها الأقيصر، وهي من أقدم كنائس العالم، إلا أن التغيّر البيئي والإهمال في بلد لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في غيرها، يجعلان هذه الكنوز عرضةً للضياع.

فكنيسة الأقيصر التي تعود إلى أكثر من 1500 سنة وتقع في صحراء قضاء عين تمر في كربلاء، إلى الجنوب من بغداد، شبه منهارة اليوم، إذ لم يبقَ منها سوى جدران متهاوية، فيما طمرت أرضها رمال الصحراء.

وعلى بعد 60 كيلومتراً شمال هذا الموقع، تقع مراقد شيعية مقدسة في كربلاء تجتذب ملايين الزوار سنوياً من مختلف دول العالم. لكنّ المعالم السياحية الأخرى في المنطقة لا تستقطب هؤلاء. ويناشد السكان والمسؤولون المحليون السلطات الإفادة من المواقع الأثرية مثل الكنائس القديمة والزقورة البابلية، مشددين على أن الحفاظ عليها وتوفير الدعاية لها يساهم في جذب أعداد كبيرة من السياح إليها.

ودعا زهير الشعلان وهو محافظ الديوانية التي تضم أكثر من ألفي موقع أثري، الى "الاستثمار في هذه المواقع لإيجاد فرص عمل جديدة في المحافظة المتعطشة إلى نهضة اقتصادية يتطلع إليها العراقيون منذ قرابة عشرين عاماً عندما وعدت الولايات المتحدة بتحقيق الديموقراطية والازدهار". وتضم هذه المحافظة مدينة "نيبور" التي كانت قبل سبعة آلاف عام تمثل أهم المراكز الدينية للأكديين والبابليين والمشهورة بمعابدها ومكتباتها وقصورها.

وكان لدى الشعلان، مثل كثير من العراقيين، بصيص أمل عند وصول فريق إيطالي للتنقيب عن الآثار بداية العام الجاري وبعده زيارة البابا فرنسيس التاريخية للعراق خصوصاً لموقع أور التاريخي حيث ولد النبي إبراهيم. لكن للأسف، كلها لم تخدم حتى اليوم في أعادة الحياة إلى تراث العراق الذي تلاشى جزء كبير منه بسبب الاهمال والسرقة والظروف البيئية.

وتوشك قلعة كركوك التي يعود بناؤها إلى ثلاثة آلاف عام على الانهيار، ما يخفض اليوم فرص إدراجها على قائمة اليونيسكو كما هي الحال بالنسبة الى نيبور.


MISS 3