رفيق خوري

مَن يواجه تحدّيات لبنان "الإيراني"؟

14 أيلول 2019

المصدر: نداء الوطن

12 : 47

لا شيء يوحي أننا على الطريق الى حل شامل لمشاكلنا والأزمات، وان كثرت التعهّدات وتعدّدت الاجتماعات. ولا احد يجهل محدودية الحلول الجزئية، برغم ضرورتها، وكون ثمن التوصل اليها اكبر من كلفة المشكلة احياناً. فنحن في أزمة وطنية تتعمّق بمقدار ما تتعمّق الخلافات حول موقع لبنان في اللعبة الجيوسياسية الإقليمية والدولية، ولا تنفع فيها التسويات. ونحن في أزمة نظام لا حلّ لها يراد لنا التصرّف كأنها هي الحلّ، ويتخوّف كثيرون من أن يكون البديل من حلّها هو تغيير الشعب الذي قد تفرضه الوقائع وقوة الأشياء والمتغيّرات في المنطقة. أما الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية العميقة، فإن الخروج منها يصطدم بحراس الأزمات الأقوياء الذين يوظفونها، ويحتاج الى ارادة داخلية بعد الرؤية، كما الى خطوات ومساعدات خارجية.

واذا كنا في مئوية لبنان الكبير نعيد التذكير بقول الباب يوحنا بولس الثاني "ان لبنان اكثر من بلد، انه رسالة"، فإن علينا الاعتراف بأن لبنان هو اكثر من بلد واكثر من رسالة. هناك نوع من لبنان "السوري والمصري والسعودي والأميركي والفرنسي والايراني". وكان ولا يزال هناك لبنانيون يقيمون علاقات مع الدول أقوى من العلاقة مع الدولة، ويحملون "أجندات ورسالات" بعضها أصغر من لبنان وبعضها الآخر اكبر منه. ولا مرة كانت علاقات اي فريق لبناني مع اية دولة تُعطى شيئًا من "القداسة" كما هي الحال مع ايران.

ولا لأول مرة يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الولي الفقيه علي خامنئي هو "إمامنا وقائدنا وسيدنا".

والسؤال الذي لا مهرب منه هو: هل صار قدر لبنان الكبير ان يكون اقليمًا في "ايران الكبرى"؟ أين يبدأ الخيار وأين ينتهي الاضطرار للتسليم بأن يكون لبنان جبهة أمامية في "محور المقاومة" عبر مزيج من قوة "المقاومة الاسلامية" وضعف "الممانعة" اللبنانية رسميًا وشعبيًا؟ وماذا بقي لنا أن نفعل لكي نحفظ رأس لبنان وقت تغيير الدول، عندما يكرّر السيد نصر الله القول "ان الحرب على ايران ستشعل المنطقة" ويتعهّد الانخراط في المعركة دفاعًا عن الجمهورية الاسلامية؟

مفهوم اننا عاجزون عن الاتفاق على استراتيجية دفاعية ضد العدو الإسرائيلي او يقال لنا انه لا حاجة اليها. ومن المفارقات أن نجد أنفسنا في حاجة الى استراتيجية دفاعية ضد اميركا. وفي الواقع يقال لنا لا حاجة اليها لأن لدى "المقاومة الاسلامية" استراتيجية عملية.

من عجائب لبنان أن يدير امراء أقوياء سلطة ضعيفة في دولة فاشلة.


MISS 3